responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 387
قلت: وقد حرر بعض أصحابنا ذرع ذلك وأنا معه، فكان مقدار ما بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى مائتي ذراع وثمانية أذرع بذراع الحديد، وكان مقدار ما بين جمرة الوسطى والجمرة الأولى: مائتي ذراع وخمسة وسبعين ذراعا بذراع الحديد، وكان مقدار ما بين الجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد الخيف إلى باب مسجد الخيف الكبير على يمين الذاهب إلى عرفة: ألف ذراع ومائتي ذراع وأربعة وخمسين ذراعا ذراعا بذراع الحديد.
وقد ذكر الأزرقي شيئا من خبر جمرة العقبة، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، قال في الترجمة التي ترجم عليها بقوله: "ذكر ما غير من فرش أرض الكعبة": وكانت الجمرة زائلة عن غير موضعها، أزالها جهال الناس برميهم الحصا، وغفل عنها، حتى أزيحت من موضعها شيئا يسيرا منها ومن فوقها، فردها إلى موضعها الذي لم يزل عليه، وبنى من ورائها جدارا أعلاه عليها، ومسجدا متصلا بذلك الجدار، لئلا يصل إليها من يريد الرمي من أعلاها، وإنما السنة لمن أراد الرمي أن يقف من تحتها من بطن الوادي، فيجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه، ويرمي كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا أصحابه من بعده[1] ... انتهى.
والذي أشار إليه الأزرقي بقوله: فردها، وبقوله: وبنى: هو إسحاق بن سلمة الصائغ الذي أنفذه المتوكل العباسي لعمل أمور تتعلق بالكعبة وغير ذلك.
السادس: الحجون المذكور في حد المحصب[2]: وهو جبل بالمعلاة، مقبرة أهل مكة على يسار الداخل إلى مكة، ويمين الخارج منها إلى جهة منى وغير ذلك، وهو الجبل الذي يزعم الناس أن فيه قبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وليس لذلك حقيقة كما نبهنا عليه، ويحتمل أن يكون الجبل المحاذي له الذي يكون على يسار الداخل إلى الشعب الذي تسميه الناس: شعب العفاريت، والجبلان مشرفان على هذا الشعب، ولعله الشعب الذي يقال له شعب الصفا صفى الشباب، والله أعلم.
وما ذكرنا من كون الحجون في هذه الجهة من المعلاة صريح من كلام أبي الوليد الأزرقي في كتابه "أخبار مكة" ومن كلام إسحاق بن أحمد الخزاعي راوي كتاب الأزرقي، وأدخل الخزاعي ذلك في كتاب الأزرقي عند ذكر الأزرقي لحد المحصب: وهذا ما ذكرناه من تعيين كون الحجون أحد الجبلين المشار إليهما، يدل له كلام الأزرقي[3]. وما ذكره الخزاعي في تعيين جهة الحجون يدفع ما يقوله الناس من أن

[1] أخبار مكة للأزرقي 1/ 303.
[2] هو موضع الحجارة بمنى.
[3] أخبار مكة للأزرقي 2/ 160.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست