نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 361
والثاني: الموضع الذي يقال له قبة الوحى، وهو ملاصق لمولد فاطمة.
والثالث: الموضع الذي يقال له المختبأ، وهو ملاصق لقبة الوحي، زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختبئ فيه من الحجارة التي يرميه بها المشركون[1]، والله أعلم بحقيقة ذلك.
وذرع الموضع الذي يقال له "المختبأ": أربعة أذرع وثلث ذراع، وذلك من الجدار الذي فيه المحراب إلى الجدار المقابل له، وهو طرف جدار قبة الوحي الغربي، هذا ذرعه طولا. وذرعه عرضا: ثلاثة أذرع وثلثا ذراع، وذلك من الجدار الذي فيه بابه إلى الجدار المقابل له، وذرع الموضع الذي يقال له قبة الوحي من الجدار الذي فيه بابه إلى الجدار المقابل له: ثمانية أذرع وثلثا ذراع، هذا ذرعه طولا، وأما ذرعه عرضا: فثمانية أذرع ونصف، بذراع الحديد المتقدم ذكره.
وقد تقدم ذرع الموضع الذي يقال له مولد فاطمة رضي الله عنها من هذه الدار وذرع الرواق المقدم من هذه الدار من وسط جداريه على الاستواء: ثمانية وثلاثون ذراعا هذا ذرعه طولا، وذرعه عرضا: سبعة أذرع وربع، وذرع ما بين كل أسطوانتين منه: خمسة أذرع وربع، وذرع الرواق المؤخر من هذه الدار من جدار قبة الوحي إلى الجدار المقابل له: ثلاثة وعشرون ذراعا، هذا ذرعه طولا، وذرعه عرضا: عشرة أذرع، وكان تحرير ما ذكرناه من ذرع هذه المواضع بذراع الحديد، وحرر ذلك بحضوري.
وعلى باب هذه الدار مكتوب أنها عمرت في خلافة الناصر العباسي، وفي زمن الملك الأشرف شعبان بن حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر.
وفي الرواق المقدم من هذه الدار أن المقتدي العباسي أمر بعمله. وعمر بعض هذه الدار في أول دولة الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر برقوق من المال الذي أنفذه أبوه لعمارة المسجد الحرام وغيره، ولم يعمر ذلك إلا بعد موته في آخر سنة إحدى وثمانمائة أو في التي بعدها[2].
ومما عُمِّر في هذا التاريخ من هذه الدار: الموضع المعروف بقبة الوحي بعد سقوطه، وبلغني أن القبة الساقطة كانت من عمارة الملك المظفر صاحب اليمن، وإلى جانب هذه الدار حوش كبير على بابه حجر مكتوب فيه: إن هذا الموضع مربد مولد فاطمة رضي الله عنها وأن الناصر العباسي عمره، ووقفه على مصالح دار خديجة التي إلى جانبه ... انتهى بالمعنى. [1] رحلة ابن جبير "ص: 142". [2] إتحاف الورى 3/ 416.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 361