نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 348
وفي الآخر: تعريفه بمسجد البيعة، وأنه بني في سنة أربع وأربعين ومائة1 وأمير المؤمنين المشار إليه هو أبو جعفر المنصور العباسي.
وعمره أيضا المستنصر العباسي على ما وجدته مكتوبا في حجر ملقى حول هذا المسجد لتخربه، وفيه: أن ذلك في سنة تسع وعشرين وستمائة، وقد ذكره الأزرقي[2]، ولم يذكر شيئا من خبر عمارته في زمن المنصور.
وصفة هذا المسجد: رواقان كل منهما مسقوف بثلاث قبب على أربعة عقود، وخلفها رحبة، وله بابان في الجهة الشامية، وبابان في الجهة اليمانية، وطول الرواق المتقدم من الجهة الشامية إلى الجهة اليمانية، ثلاثة وعشرون ذراعا، وعرضه أربعة عشر ذراعا، والرواق الثاني نحو ذلك، وطول الرحبة من جدارها الشامي إلى اليماني: أربعة وعشرون ذراعا ونصف ذراع، وعرضها: ثلاثة وثلاثون ذراعا وسدس، الجميع بذراع الحديد، وأبواب كل رواق التي يدخل منها إلى الآخر ثلاثة، وأكثر هذا المسجد الآن متخرب، وكان تحرير ما ذكرناه من ذرعه بحضوري.
ومن ذلك مسجد بمنى عند الدار المعروفة بدار المنحر، بين الجمرة الأولى والوسطى على يمين الصاعد إلى عرفة، وهذا المسجد ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على ما يقال، لأن فيه حجرًا مكتوبا فيه: هذا مسجد سيد الأولين والآخرين صلى فيه الضحى ونحر هديه، وفيه: أن الملك قطب الدين أبا بكر بن الملك المنصور عمر بن علي ابن رسول صاحب اليمن، أمر بتجديد عمارته بعد زيارته في سنة خمس وأربعين وستمائة[3].
وهذا المسجد في قبلته إيوانان، وخلفه رحبة، ولا حائط له من جهة المشرق، وله أربعة أبواب: باب في الجهة الشامية، وباب في الجهة اليمانية، وبابان في حائطه القبلي: واحد عن يمين محرابه، وآخر عن يسراه.
وطول هذا المسجد من المحراب إلى مؤخره: ثمانية أذرع، وعرضه سبعة أذرع، الجميع بذراع الحديد، وكان تحرير ذلك بحضوري.
ومن ذلك: المسجد الذي يقال له: مسجد الكبش بمنى على يسار الذاهب إلى عرفة، وهو مشهور بمنى. والكبش المشار إليه هو الذي فدى الله تعالى به نبيه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقيل: إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام حين أراد الخليل عليه السلام ذبحه.
اأخبار مكة للأزرقي 2/ 206، والجامع اللطيف "ص: 333". [2] أخبار مكة للأزرقي2/ 201. [3] إتحاف الورى 3/ 66.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 348