نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 33
وذكر أن قعيقعان بضم القاف وفتح العين[1] ... انتهى.
وذكر النووي ما يوافق ذلك، لأنه قال بعد أن ذكر محله من "الروضة" وهو بضم القاف الأولى وفتح العين وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة وكسر القاف الثانية، وهو جبل مكة المعروفة ومقابل لأبي قبيس[2] ... انتهى.
وقوله: وقول ياقوت في تعريف قعيقعان هذا: إنه مقابل أبي قبيس يفهم أنه أخشب مكة الآخر، والله أعلم.
والأخشب في اللغة: كل جبل خشن غليظ. ذكر ذلك ابن الأثير، وهو في صحاح الجوهري بمعنى ذلك.
وسمي قعيقعان: لقعقعة سلاح مضاض بن عمرو الجرهمي وقومه فيه لما خرجوا لقتال قطورا على ما سنذكر في خبرهم في الباب الخامس والعشرين إن شاء الله تعالى، وقيل: لقعقعة سلاح تُبَّع لما قدم مكة لتعظيم حرمة البيت بعد أن كان له فيه رأي غير ذلك.
وقعيقعان اسم لخمسة مواضع، ذكر ياقوت في مختصره لمعجم البلدان[3] منها ثلاثا: هذا، ومنه موضع على اثني عشر ميلا من مكة على طريق الجرف إلى اليمن -ونقل ذلك عن عرام- وعندها قرية بها ماء وزروع ونخيل، ومنها: جبل بالأهواز، منه نحتت أساطين جامع البصرة ... انتهى ما ذكره ياقوت بالمعنى.
والموضعان اللذان لم يذكرهما ياقوت هما موضع مشهور يليه واد مشهور قرب الطائف، وحصن باليمن بين ذمار وإرياب[4] أفادَنيه من يُعتمد عليه من الأصحاب، وبقية الجبال بمكة، والخارجة عنها لا يعرف منها بما ذكره الأزرقي من أسمائها إلا القليل، ولذلك أعرضنا عنه.
وبمكة أبنية كثيرة، ولم يذكر منها إلا الأماكن المباركة والمآثر، وإنما أعرضنا عن ذكر ما سوى ذلك من الأبنية، لأنها إنما تعرف بمن هي في أيديهم، وتعريفها بهم لا يجدي إلا في الوقت الحاضر، لأجل نقلها من أيديهم بالبيع وغيره، وتشتهر بمن صارت إليه وتنسى معرفتها بمن كانت به معروفة من قبل في الغالب، كما جرى للأزرقي في تعريفه رباع مكة، فإنها لا يعرف الآن منها بما ذكره الأزرقي إلا النادر كما سيأتي بيانه. [1] المشترك وضعا "ص: 355". [2] تهذيب الأسماء واللغاء 2 ق 2 110. [3] المشترك وضعا "ص: 355".
4 "ذمار وإرياب" مدينتان كبيرتان باليمن أحدهما لواء من ألوية اليمن الآن.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 33