نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 31
والأول أشهرهما عند أهل مكة، ولم يذكر الأزرقي في سبب تسميته أبا قبيس غير هذين القولين.
وقيل: إن أبا قبيس الذي سمي به هذا الجبل المشار إليه من مذحج، ذكر ذلك النووي نقلا عن ابن الجوزي، لأنه قال في "التهذيب" حكى ابن الجوزي في سبب تسميته بذلك قولين، الصحيح منهما: أن أول من نهض يبني فيه رجل من مذحج يقال له أبو قبيس، فلما صعد بالبناء فيه سمي أبا قبيس، والثاني ضعيف أو غلط فتركناه ... انتهى.
والقول الذي ترك النووي ذكره هو القول الذي أشار إليه الأزرقي بقوله: ويقال: اقتبس منه الركن فسمي أبا قبيس، لأن المحب الطبري قال في "القرى" في الترجمة التي ترجم عليها بقوله: "ما جاء في فضل مكة وحرمها وأنها خير أرض الله" في الباب الأربعين: واختلف في سبب تسمية أبي قبيس بذلك، فقيل: إن أول من نهض يبني فيه رجل من مذحج يقال له: أبو قبيس فسمي به، وقيل: لأنه اقتبس منه الركن فسمي بذلك، والأول أصح، ذكره في "مثير العزم"[1] ... انتهى.
ومثير العزم هو "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن"[2] تأليف الحافظ أبي الفرج بن الجوزي على ما هو مشهور في هذا الكتاب إلى ابن الجوزي، ويتأيد ذلك بأن المحب الطبري قال في القرى بعد أن أخرج حديثا في الباب الأول منه: خرجه ابن الجوزي مسندا في كتاب "مثير العزم الساكن" ... انتهى.
وإذا كان ما ذكره المحب الطبري في تسمية أبي قبيس مذكورا في "مثير العزم الساكن" صح ما ذكرناه في بيان القول الذي ترك النووي ذكره، والله أعلم.
وذكر الفاكهي القولين في الرجل الذي بنى في أبي قبيس أولا، هل هو من إياد أو من مذحج؟ وسماه قبيسا، وهذا يخالف ما ذكره الأزرقي من أنه أبو قبيس، ولعله سقط لفظ أبي في كتاب الفاكهي[3]، والله أعلم.
فيتحصل في نسبه قولان وفي اسمه قولان.
وقيل في سبب تسمية هذا الجبل بأبي قبيس غير ما سبق، لأن أبا القاسم السهيلي قال في روضه: وثور جبل من جبال مكة، وثبير -أيضا- جبل من جبالها، ذكروا أن ثبيرا [1] القرى "ص: 665"، ومثير الغرام "ص: 345". [2] طبع الكتاب بتحقيقي في دار الحديث بالقاهرة، والأرجح في تسميته: مثير الغرام. [3] أخبار مكة للفاكهي 4/ 47.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 31