نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 300
الزيادة حين أنشئت، ولعل ذلك في سنة أربع وثمانين ومائتين على مقتضى ما ذكره من أنه كتب إلى المعتضد سبب إنشائها في سنة إحدى وثمانين ومائتين[1].
وذكر أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي ابن أخي إسحاق الخزاعي أن القاضي محمد بن موسى لما كان إليه إمرة البلد، غير الطاقات التي كانت في جدر المسجد الكبير حين عمرت هذه الزيادة وقد تقدم ذكرها وجعل ذلك بأساطين حجارة مدورة، عليها مصعد من ساج بطاقات معقودة بالآجر الأبيض والجص، ووصله بالمسجد الكبير وصولا أحسن من العمل الأول، حتى صار من في دار الندوة من مصل ومستقبل يستقبل القبلة فيراها كلها. عمل ذلك في سنة ست وثلاثمائة[2].
وأما الزيادة التي بالجانب الغربي المعروفة بزيادة باب إبراهيم، فذكر أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي شيئا من خبرها عند ذكر الأزرقي لباب بني جمح، ونص كلامه: قد كان هذا على ما ذكر الأزرقي، حتى كانت أيام جعفر المقتدر بالله أمير المؤمنين العباس. وكان يتولى الحكم بمكة محمد بن موسى، فغير هذين البابين، المعروف أحدهم بالحناطين، والآخر ببني جمح، وجعل ما بين دار زبيدة مسجدا أوصله بالمسجد الكبير، وعمله بأروقة وطاقات وصحن، وجعله شارعا على الوادي الأعظم بمكة، فانتفع الناس به وصلوا فيه، وذلك كله في سنة ست وسبع وثلاثمائة[3] ... انتهى.
ذكر صفة هذه الزيادة:
أما صفة هذه الزيادة: فإنها تخالف الزيادة السابقة، لأنه ليس لها رواق غربي، وإنما لها رواق شرقي وشمالي وجنوبي، وموضع الغربي أبواب، وبينهما باب الزيادة، وكل رواق منها شقة واحدة، وغالب الجنوبي مما يلي الجهة الشرقية محوط ببيت فيه شبابيك من خشب، وهو السبيل المنسوب لملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاون الصالحي، وكانت عمارته في آخر عشر الستين وسبعمائة على ما بلغني، ولها صحن، هذا ملخص مختصر من خبر ما زيد في المسجد الحرام بعد الأزرقي.
وأما ما وقع فيه من العمارات بعده فكثيرة، وقد شرحنا في أصل هذا الكتاب شيئا من خبرها واقتصرنا على أعظم ما وقع فيه من العمارة بعد الأزرقي وسببها، وذلك أن في [1] ذكر هذا ابن فهد في إتحاف الورى 2/ 352، وانظر: أخبار مكة للأزرقي 2/ 110. [2] إتحاف الورى 2/ 366، وأخبار مكة للأزرقي 2/ 113. [3] إتحاف الورى 2/ 336.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 300