نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 151
وما عرفت كيف يستقيم هذا الذرع، وذكر ذرع جهات الكعبة، وأمورا تتعلق بها بالأقدام والخطا، وقد ذكرنا كلامه في أصل هذا الكتاب.
وذكر ابن خرداذبه في عرض الكعبة ما يخالف ما ذكره الأزرقي، لأنه قال عند ذكر الكعبة: طول البيت: أربعة وعشرون ذراعا وشبر في ثلاثة وعشرين ذراعا وشبر، ثم قال: وسمكه في السماء سبعة وعشرون ذراعا[1] ... انتهى.
وهذا الكلام يقتضي أن قوله أولا: طول البيت، المراد به عرضه، لقوله فيما بعد: وسمكه في السماء؛ فإن هذا الذراع طوله، وإذا تقرر ذلك فإن أراد ابن خرداذبه بقوله: طول البيت بيان ذرع شقه الشرقي والغربي فقد خالف الأزرقي في ذلك، لأن الأزرقي ذكر أن ذرع كل من هذين الشقين خمس وعشرون ذراعا، وإن أراد بذلك بيان ذرع شقها الشامي واليماني، فقد خالف في ذلك ما ذكره الأزرقي، لأنه ذكر أن ذرع الشق الشامي واحد وعشرون، واليماني عشرون. والوجه الأول أقرب إلى مراد ابن خرداذبه، وإنما ذكرناه لغرابته، والله أعلم.
وقد حرر طول الكعبة من داخلها وخارجها: القاضي عز الدين بن جماعة بذراع القماش المستعمل بمصر في زمنه، وهو المستعمل في زمننا، وذلك في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، فقال فيما أخبرني به عنه خالي رحمهما الله ارتفاعهما من أعلى الملتزم إلى أرض الشاذروان ثلاث وعشرون ذراعا ونصف ذراع وثلث ذراع، وبين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الركن الشامي وقال له: العراقي من داخل الكعبة: ثمانية عشر ذراعا وثلث وربع وثمن، ومن خارجها: ثلاثة وعشرون ذراعا وربع ذراع، وارتفاع باب الكعبة الشريفة من داخلها ستة أذرع وقيراطان، ومن خارجها خمسة أذرع وثلث، وعرضه من داخلها ثلاث أذرع وربع وثمن، ومن خارجها ثلاث أذرع وربع، وعرض العتبة نصف ذراع وربع.
وارتفاع الباب الشريف عن أرض الشاذروان ثلاثة أذرع وثلث وثمن ومن الركن الشامي والغربي من داخل الكعبة خمسة عشر ذراعا وقيراطان. ومن خارجها تسعة عشر بتقديم التاء على السين وربع[2]. [1] المسالك والممالك 132، 133. [2] في مناسك ابن جماعة: "وربع وثمن" 3/ 1334.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 151