responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي    جلد : 9  صفحه : 72
فولد له بها سراج الدّين هذا في يوم السبت رابع عشري ربيع الأول، سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وتوفي والده وله من العمر سنة واحدة، وأوصى إلى الشيخ شرف الدّين عيسى المغربي الملقّن لكتاب الله بالجامع الطولوني، وكان صالحا، فتزوّج أمّ الشيخ سراج الدّين، وربّاه، فعرف بابن الملقّن نسبة إليه، وقرأه القرآن ثم العمدة، ثم أراد أن يشغله على مذهب الإمام مالك، فقال له بعض أولاد ابن جماعة: أقرئه «المنهاج» فأقرأه وأسمعه على الحافظين ابن سيّد الناس، وقطب الدّين الحلبي، وأجاز له الحافظ المزّي وغيره من دمشق ومصر وحلب، وطلب الحديث بنفسه، وعني به، وسمع الكثير من حفّاظ عصره، كابن عبد الدائم وغيره، وتخرّج بابن رجب ومغلطاي، ورحل إلى دمشق في سنة سبع وسبعين، فسمع بها من متأخري أصحاب الفخر بن البخاري، وبرع، وأفتى، ودرّس، وأثنى عليه الأئمة، ووصف بالحافظ، ونوه بذكره القاضي تاج الدّين السّبكي، وكتب له تقريظا [1] على شرحه ل «المنهاج» ، وتصدى للإفتاء والتدريس دهرا طويلا، وناب في الحكم، ثم طلب للاستقلال بوظيفة القضاء فامتحن بسبب ذلك في سنة ثمانين، ولزم داره، وأكبّ على الأشغال والتصنيف، حتّى صار أكثر أهل زمانه تصنيفا، وبلغت مصنّفاته نحو ثلاثمائة مصنّف، وكان جمّاعة للكتب جدا، ثم احترق غالبها قبل موته، وكان ذهنه مستقيما قبل أن تحترق كتبه ثم تغيّر حاله بعد ذلك، وهو ممن كان تصنيفه أحسن من تقريره، وبالغ بعضهم فقال: إنه أحضر إليه بعض تصانيفه فعجز عن تقرير ما تضمنه، وقام من المجلس ولم يتكلم، وأخذ عنه جماعات من الحفّاظ وغيرهم، منهم حافظ دمشق ابن ناصر الدّين، ووصفه بالحفظ والإتقان.
وقال ابن حجر: كان موسّعا عليه في الدنيا، مديد القامة، حسن الصورة، يحبّ المزاح والمداعبة، مع ملازمة الاشتغال والكتابة، حسن المحاضرة، جميل الأخلاق، كثير الإنصاف، شديد القيام مع أصحابه، وربما اشتهر بابن النّحوي، وربما كتب بخطّه كذلك ولذلك اشتهر بها ببلاد اليمن وتغيّر حاله بأخرة فحجبه

[1] في «ط» : «تقريظا» وكلاهما بمعنى.
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي    جلد : 9  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست