نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 9 صفحه : 456
ولازم خدمته، فكره والده ذلك لدخوله الخلوة مع الصّوفية مع هذا الجمال، وأنكر على الشيخ صدر الدّين [أيضا] لإذنه له في ذلك، ونصح ولده فلم ينفع، حتى قيل: إنه قصد إهلاك الشيخ صدر الدّين. واتفق أن السيد يحيى لم يحضر الجماعة في صلاة العشاء لاشتغاله بالتنور، وكان الوقت باردا، فدخل الشيخ بيته من كوة الدار، وأخذ بيده، وقال: قم يا ولدي، فقال له والده: لأي شيء دخل شيخك من الكوة ولم يدخل من الباب، وأنت تعتقد أنه متشرع، فقال: خاف من الشوك في الطريق، فقال: وأي شوك هو؟ قال: إنكارك [عليه] فعند ذلك زال إنكاره، ولازم أيضا خدمة الشيخ المذكور، ثم إن السيد يحيى انتقل بعد موت شيخه، من شماخي إلى بلدة باكو [1] من ولاية شروان، وتوطن هناك، واجتمع عليه الناس، حتى زادت جماعته على عشرة آلاف [2] ، ونشر الخلفاء إلى أطراف الممالك.
وكان هو أول من سنّ ذلك. وكان يقول بجواز إكثار الخلفاء لتعليم الآداب للناس، وأما المرشد فلا يكون إلّا واحدا. وحكي أنه لم يأكل طعاما في آخر عمره مقدار ستة أشهر.
وتوفي في بلدة باكو. انتهى ملخصا.
وفيها العزيز يوسف بن الأشرف برسباي [3] .
توفي بالإسكندرية في المحرم عن أربعين سنة.
وتوفي بعده أخوه الشّهابي أحمد [4] عن نحو سبع وعشرين سنة في هذه السنة أيضا، ولم يكن بينهما ثلاثة أشهر. [1] باكو: هي عاصمة جمهورية أذربيجان المعاصرة التي نالت استقلالها منذ فترة قريبة. [2] عبارة «الشقائق النعمانية» : «واجتمع عليه الناس مقدار عشرة آلاف» . [3] ترجمته في «الضوء اللامع» (10/ 304) و «النجوم الزاهرة» (16/ 326) و «الدليل الشافي» (2/ 799) . [4] ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 247) .
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 9 صفحه : 456