نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 9 صفحه : 447
طويلة، وكان حسن السيرة، وأجاز الشيخ نور الدّين العصياتي، وأخذ عنه جماعات.
وفيها جلال الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلّي [1] الشافعي تفتازاني العرب، الإمام العلّامة.
قال في «حسن المحاضرة» : ولد بمصر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، واشتغل، وبرع في الفنون، فقها، وكلاما، وأصولا، ونحوا، ومنطقا، وغيرها.
وأخذ عن البدر محمود الأقصرائي، والبرهان البيجوري، والشمس البساطي، والعلاء البخاري، وغيرهم.
وكان علّامة، آية في الذكاء والفهم. كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس. وكان هو يقول عن نفسه: إنّ فهمي لا يقبل الخطأ، ولم يك [2] يقدر على الحفظ، وحفظ كرّاسا من بعض الكتب فامتلأ بدنه حرارة. وكان غرّة هذا العصر في سلوك طريق السّلف، على قدم من الصّلاح والورع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، يواجه بذلك أكابر الظّلمة والحكّام، ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم في الدخول عليه. وكان عظيم الحدّة جدا لا يراعي أحدا في القول، يؤسي في عقود المجالس على قضاة القضاة وغيرهم وهم يخضعون له ويهابونه ويرجعون إليه، وظهرت له كرامات، وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع، وولي تدريس الفقه بالمؤيّدية والبرقوقية، وقرأ عليه جماعة. وكان قليل الإقراء، يغلب عليه الملل والسآمة، وسمع الحديث من الشّرف بن الكويك.
وكان متقشفا في مركوبه وملبوسه، ويتكسّب بالتجارة، وألّف كتبا تشدّ إليها الرّحال في غاية الاختصار والتحرير والتنقيح وسلاسة العبارة وحسن المزج والحل، وقد [1] ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 39) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 80- 81) من المنسوخ، و «حسن المحاضرة» (1/ 442) و «صفحات لم تنشر من بدائع الزهور في وقائع الدهور» لابن إياس ص (68) و «الأعلام» (5/ 333) و «معجم المؤلفين» (8/ 311- 312) وكتابي «زهرات الياسمين» ص (75- 77) طبع مكتبة دار العروبة بالكويت. [2] في «آ» : «ولم يكن» وكلاهما بمعنى.
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 9 صفحه : 447