نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 7 صفحه : 617
جماعة، وتفقّه] [1] أيضا بها، وتفنن في علوم شتى، وتزوّج بها وولد له، ثم انتقل إلى مصر وسكنها إلى أن مات بها، وعظم شأنه بها. وصار شيخ المذهب علما، وصلاحا، وديانة، ورئاسة، وانتفع به الناس، وولي بها مشيخة خانقاه سعيد السعداء، وتدريس المدرسة الصّالحية، ثم ولي قضاء القضاة مدة، ثم عزل منه، واعتقل مدة ثم أطلق، فأقام بمنزله يدرّس بالصالحية ويفتي ويقرئ العلم، إلى أن توفي.
قال القطب اليونيني: كان من أحسن المشايخ صورة، مع الفضائل الكثيرة التّامّة، والدّيانة المفرطة، والكرم، وسعة الصّدر، وهو أول من درّس بالمدرسة الصّالحية للحنابلة، وأول من ولي قضاء القضاة بالدّيار المصرية.
وكان كامل الآداب، سيّدا، صدرا من صدور الإسلام، متبحّرا في العلوم، مع الزّهد الخارج عن الحدّ واحتقار الدّنيا، وعدم الالتفات إليها. وكان الصّاحب بهاء الدّين- يعني ابن حنّا- يتحامل عليه ويغري الملك الظّاهر به، لما عنده من الأهلية لكل شيء من أمور الدّنيا والآخرة، ولا يلتفت إليه ولا يخضع له. حدّث بالكثير، وسمع منه الكبار، منهم: الدّمياطي، والحارثي، والإسعردي، وغيرهم.
وتوفي يوم السبت ثاني عشر المحرّم، ودفن من الغد بالقرافة عند عمّه الحافظ عبد الغني. انتهى.
وفيها الشيخ يحيى المنبجي [2] المقرئ المتصدّر بجامع دمشق. لقّن خلقا [3] كثيرا من الناس [4] ، وكان من أصحاب أبي عبد الله الفاسي توفي في المحرّم. [1] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» . [2] كذا في «آ» و «ط» و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 559) : «المنبجي» وفي «العبر» بطبعتيه: «المنيحي» . [3] لفظة: «خلقا» سقطت من «ط» . [4] قوله: «من الناس» سقط من «آ» .
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 7 صفحه : 617