responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي    جلد : 5  صفحه : 133
وقال ابن خلّكان [1] : كان أبوه من العمال الكفاة، تولى العمل بقرية من ضياع بخارى يقال لها خرميثن من أمهات قراها، وولد الرئيس أبو علي وكذلك أخوه بها، واسم أمه ستارة وهي من قرية يقال لها أفشنة بالقرب من خرميثن، ثم انتقلوا إلى بخارى، وتنقل الرئيس بعد ذلك في البلاد، واشتغل بالفنون وحصّل العلوم والفنون [2] ولما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز والأدب، وحفظ أشياء من أصول الدّين وحساب الهندسة [3] والجبر والمقابلة، ثم توجّه نحوهم الحكيم أبو عبد الله النّاتلي فأنزله أبو الرئيس عنده، فابتدأ أبو علي يقرأ عليه «كتاب إيساغوجي» وأحكم عليه علم المنطق، وإقليدس، والمجسطي، وفاقه أضعافا كثيرة، حتّى أوضح له رموزه، وفهّمه إشكالات لم يكن النّاتلي يدريها [4] ، وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد، يقرأ ويبحث ويناظر، ونظر في النصوص [5] والشروح، وفتح الله تعالى عليه أبواب العلوم، ثم رغب بعد ذلك في علم المطب، وتأمل الكتب المصنّفة فيه، وعالج تأدبا لا تكسّبا، وعلّمه حتّى فاق فيه على الأوائل والأواخر في أقل مدة وأصبح فيه عديم القرين، فقيد المثيل [6] ، واختلف إليه فضلاء هذا الفن [وكبراؤه] يقرؤون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، وسنّه إذ ذاك نحو ست عشرة سنة.
وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها ولا اشتغل في النهار بسوى المطالعة، وكان إذا أشكلت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد الجامع، وصلّى ودعا الله عزّ وجل أن يسهّلها عليه ويفتح مغلقها له.

[1] انظر «وفيات الأعيان» (2/ 157- 162) .
[2] في «وفيات الأعيان» : «واشتغل بالعلوم، وحصّل الفنون» .
[3] في «ط» : «وحساب الهند» وهو تحريف.
[4] في «وفيات الأعيان» : «لم يكن للناتلي يد بها» .
[5] في «آ» و «ط» : «في الفصوص» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[6] في «وفيات الأعيان» : «فقيد المثل» ولفظة «وكبراؤه» ومستدركة منه.
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي    جلد : 5  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست