نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 4 صفحه : 387
قال ابن خفيف [1] : قدم علينا بعض أصحابنا، فاعتلّ بعلة البطن، فكنت أخدمه وآخذ من تحته الطست طول الليل، فغفوت [2] عنه مرة، فقال لي: نمت! لعنك الله! فقيل له: كيف وجدت نفسك عند قوله: لعنك الله؟
قال: كقوله: رحمك الله.
ومن كلامه: التوكّل [هو] [3] الاكتفاء بضمانه، وإسقاط التّهمة عن قضائه.
وقال: الأكل مع الفقراء قربة إلى الله عزّ وجل.
وقال أحمد بن يحيى الشيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم بأبي عبد الله بن خفيف.
وقال السبكي [4] : شيخ المشايخ، وذو القدم الراسخ في العلم والدّين، كان سيدا جليلا وإماما حفيلا، يستمطر الغيث بدعائه، ويؤوب المصرّ بكلامه عن إغوائه، من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، وممّن اتفقوا على عظيم تمسّكه بالكتاب والسّنّة.
وكانت له أسفار وبدايات، وأحوال عاليات ورياضات، لقي من النّسّاك شيوخا ومن السّلّاك طوائف، رسخ قدمهم في الطريق رسوخا، وصحب من أرباب الأحوال أحبارا وأخيارا، وشرب من منهل الطريق كاسات كبارا، وسافر مشرقا ومغربا، وصابر النفس حتّى انقادت له، فأصبح مثنى الثناء عليها، معربا ذا صبر على الطاعة لا يعصيه فيه قلبه، واستمرار على المراقبة، شهيد [5] عليه ربّه، وجنب لا يدري القرار، ونفس لا تعرف المأوى إلا البيداء، ولا مسكن [6] إلا القفار. [1] انظر «طبقات الصوفية» ص (464) . [2] في الأصل والمطبوع: «فأغفلت» وما أثبته من «طبقات الصوفية» . [3] زيادة من «طبقات الصوفية» ص (465) . [4] انظر «طبقات الشافعية» للسبكي (3/ 149- 155) بتحقيق الطناحي والحلو. [5] في «طبقات الشافعية» : «شهيدة» . [6] في الأصل والمطبوع: «ولا سكن» وأثبت لفظ «طبقات الشافعية» .
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 4 صفحه : 387