نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 229
ما عند الله وتركت هذا الأمر لمعاوية، فإن كان لي فقد تركته لله، وإن كان له فما ينبغي لي أن أنازعه، ثم قرأ: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ 21: 111 [الأنبياء: 111] ، وكبّر النّاس فرحا، واختلطوا من ساعتهم، وسمّيت سنة الجماعة، وتمت الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، ولله الحمد.
وفيها توفيت أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها، وقيل: في سنة خمس وأربعين، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم طلقها مرّة، فبكى عمر، واشتد عليه، فنزل جبريل وقال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر [1] .
وفي رواية: فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة [2] .
وفيها مات صفوان بن أميّة بن خلف القرشي الجمحي، وكان من أشراف قريش، ومسلمة الفتح، وكان هرب يومئذ إلى جدّة [3] ، فاستؤمن له فرجع وطلب من النبيّ صلى الله عليه وسلم خيار شهرين فقال له: «لك أربعة» وشهد حنينا فأكثر له صلى الله عليه وسلم من غنائمها، فقال: أشهد بالله ما طابت بهذا إلا نفس نبي، وحسن إسلامه، وقدم المدينة فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح» [4] [1] ذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (12/ 198) من طريق موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر، فنزل عليه جبريل، فقال: «إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر» والذي في «سنن أبي داود» رقم (2283) ، و «النسائي» (6/ 213) ، و «ابن ماجة» رقم (2016) في الطلاق، عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها، وهو صحيح بهذا اللفظ. [2] رواه ابن سعد في «الطبقات» (8/ 84) من حديث قيس بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقها ثم ارتجعها وذلك أن جبريل قال له: «ارجع حفصة فإنها طوقة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة» وهو حديث مرسل. وانظر «مجمع الزوائد» للهيثمي (9/ 244) . [3] هي مدينة كبيرة على ساحل البحر الأحمر، تبعد عن مكة قرابة (30) ميلا. انظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (2/ 114 و 115) ، و «الروض المعطار» للحميري ص (157) .
[4] رواه البخاري في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 229