responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 62
أَرْبَاب الأقلام فِي ديوَان قانصوه قَالَ استشم الغوري مبادئ فتْنَة أَرَادَ الْأُمَرَاء إحداثها وَأَرَادُوا أَن يجعلوها مُقَدّمَة لخلعة من السلطنة فَلَمَّا استشعر ذَلِك مِنْهُم عمل ديواناً وَجمع فِيهِ الْأُمَرَاء والمقدمين وَأمرهمْ بِالْجُلُوسِ وَجلسَ بَينهم كأحدهم وَكَانَت عَادَة الْأُمَرَاء الْوُقُوف بَين يَدي السُّلْطَان وَلَا يَجْلِسُونَ مَعَه إِلَّا فِي السماط فَقَط فَلَمَّا جَلَسُوا وَجلسَ أَنْكَرُوا ذَلِك وَكَانُوا يتعجبون من ذَلِك وكلُّ مصغ إِلَى مَا يَقُول السُّلْطَان فَقَالَ مَا جمعتكم يَا أغوات إِلَّا لأسألكم سؤالا خطر لي وأطلب مِنْكُم جَوَابه على الْوَجْه الَّذِي تَرَوْنَهُ صَوَابا فَقَالُوا نعم فَقَالَ أَسأَلكُم عَن جمَاعَة جَاءُوا إِلَى رجل وأودعوه صرة من الدَّرَاهِم مربوطة مختومة فَقَالَ أَنا أستودع مِنْكُم هَذِه الْوَدِيعَة بِشَرْط أَن تَأْتُونِي وتطلبوا وديعتكم بِلَا نزاع معي وَلَا خُصُومَة فَأَرَادَ وديعتكم إِلَيْكُم فَقَالُوا نعم قبلنَا مِنْكُم هَذَا الشَّرْط وأودعوه ومضوا ثمَّ عَادوا إِلَيْهِ بعد مُدَّة وَقَالُوا نُرِيد الْوَدِيعَة بنزاع شَدِيد ومخاصمة ومضاربة قَوِيَّة فَقَالَ لَهُم هَذِه وديعتكم حَاضِرَة خذوها بِلَا نزاع وَلَا ضراب معي كَمَا شرطت عَلَيْكُم فَقَالُوا لَا بُد من الْمُخَاصمَة والنزاع مَعَك فَأَيهمْ على الْبَاطِل وأيهم على الْحق ففهموا مُرَاده واستعفوا مِنْهُ فَقَالَ لَهُم أَنا مَا جَلَست مَعكُمْ إِلَّا لِتَعْلَمُوا أَنِّي كأحدهم لَا أمتاز عَلَيْكُم بِشَيْء وَهَذِه السلطنة أسلمها لأيكم أرادها وَلَا أنازع عَلَيْهَا فَإِنَّمَا أَنا رجل من الْجند فَقبل كل مِنْهُم يَده وأذعنوا لَهُ بالسلطنة وسألوه استمراره فِيهَا وسكنت الْفِتْنَة بِهَذَا التَّدْبِير وغفلوا عَنهُ مُدَّة وَاشْتَغلُوا عَنهُ بضروريات وطالت مَعَه الْحِيَل إِلَى أَن صَار يَأْخُذ مِنْهُم وَاحِدًا بعد وَاحِد ويتغافل عَنْهُم ثمَّ يحصل حِيلَة أُخْرَى وَعلة أُخْرَى لأَحَدهم فَيَأْخذهُ بهَا ويوقع بَين الِاثْنَيْنِ وَيَأْخُذ هَذَا بِذَاكَ وَذَاكَ بذا ويدس لَهُم الدسائس من الطَّعَام والسم وَنَحْوه حَتَّى أفنى قرانصتهم ودهاتهم إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم وَاتخذ مماليك جدداً واستجلب جلباً وَأعد عددا وصاروا يظْلمُونَ النَّاس ويعاملون الْخلق عسفاً وغشماً وَهُوَ يغضي عَنْهُم ويتغافل فأظهروا الْفساد وأهلكوا الْعباد وَأَكْثرُوا العناد وطغوا فِي الْبِلَاد وَصَارَ يصادر النَّاس وَيَأْخُذ أَمْوَالهم بالقهر والبأس وَكَثُرت العوانية فِي أَيَّامه لِكَثْرَة مَا يصغي إِلَيْهِم وصاروا إِذا شاهدوا أحدا توسع

نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست