نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي جلد : 4 صفحه : 557
الْحَارِث وَكَانَ هُوَ المشير عَلَيْهِمَا بِقصد الْأَبْوَاب الْعَالِيَة ثمَّ ترحلوا من الغابة خَامِس شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة متوجهين إِلَى الشَّام لَا يَمرونَ بحي من الْأَحْيَاء إِلَّا أكْرمهم غَايَة الْإِكْرَام وَمن أعجب الِاتِّفَاق نزولهم على مراح ابْن سحيم من غير علم مِنْهُم بذلك وَكَانَ الشريف سعد قد قتل أَبَاهُ فَلَمَّا علم بهم وَعَلمُوا بِهِ حصل لَهُم كرب عَظِيم فَلم يشعروا إِلَّا وَولده مواجه لَهُ بالعبودية وَالسَّلَام والإجلال والإعظام وأهدر دم وَالِده وَأكْرمهمْ وَذبح الذَّبَائِح ومنح المنائح وَهَذِه وَلَا شكّ معْجزَة من جدهم وكرامة من سَعَادَة جدهم وَلم يزَالُوا على مثل ذَلِك مَعَ كل من مروا عَلَيْهِ من العربان من جمع ووحدان إِلَى أَن وصلوا الشَّام فَتَلقاهُمْ أهل الشَّام وأمراؤها وعلماؤها وكبراؤها وأشرافها ونقباؤها وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً ثمَّ أَقَامُوا بِالشَّام وَأرْسل صَاحب الْأَمر بهَا يسْتَأْذن لَهُم فِي الْوُصُول فَعَاد الْجَواب بِالْإِذْنِ فتوجهوا ودخلوا إِلَى أدرنة فِي ربيع الأول من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحصل لَهُم من الْمُقَابلَة واللطف مَا يقصر عَنهُ الْوَصْف فأقاموا بهَا مُدَّة يسيرَة ثمَّ توجهوا بِأَمْر من الدولة الْعلية إِلَى إِسْلَام بَوْل واستمروا بهَا بَقِيَّة سنتهمْ الْمَذْكُورَة ثمَّ دخلت عَلَيْهِم سنة سبع وَثَمَانِينَ وهم بهَا فَلَمَّا كَانَ شهر صفر من السّنة الْمَذْكُورَة وصل مَوْلَانَا السُّلْطَان وَجَمِيع الدولة من أدرنة إِلَى بِلَاد إِسْلَام بَوْل وَفِي شهر ربيع الثَّانِي أنعم على مَوْلَانَا الشريف سعد بِولَايَة المعرة وَأمر بالتوجه إِلَيْهَا وَاسْتمرّ يتجهز إِلَى أَن كَانَ خُرُوجه إِلَيْهَا حادي عشر جُمَادَى الأولى وَاسْتمرّ مَوْلَانَا الشريف أَحْمد بِإِسْلَام بَوْل وَعرضت عَلَيْهِ ولَايَة طرسوس وَهِي بلد على سَاحل بَحر الشَّام وَأُخْرَى بِجِهَة الروملي فَلم يقبل وَاحِدَة مِنْهُمَا وَكَانَ جَوَابه إِن تفضلتم بِولَايَة بِلَادنَا وَإِلَّا فَنحْن تَحت أعتاب السلطنة الْعلية وَاسْتمرّ السُّلْطَان بِإِسْلَام بَوْل إِلَى أواسط شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ توجه إِلَى أدرنة أَيْضا ثمَّ بعد خُرُوجه فِي ثَانِي أَو ثَالِث مرحلة توفّي الْوَزير أَحْمد باشا بعد أَن خرج مَرِيضا فأعيد إِلَى إِسْلَام بَوْل وَدفن بهَا وَتَوَلَّى مَكَانَهُ قَائِم مقَامه مصطفى باشا واستمروا متوجهين إِلَى أدرنة وَأَقَامُوا بهَا إِلَى آخر السّنة الْمَذْكُورَة وَشهر من
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي جلد : 4 صفحه : 557