responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 323
بالمحادثة والملايمة ثمَّ أَجْلِس من مَعَه من الْقُضَاة والأشراف وجابرهم بخطابه العذب وأنصفهم فِي الْجُلُوس غَايَة الْإِنْصَاف ثمَّ أقبل على الشريف أبي نمي وَوَضعه فِي حجره وَكَانَ سنه إِذا ذَاك ثَمَان سِنِين وَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ مُحَمَّد أَبُو نمي الغوري فَحصل للغوري سرُور عَظِيم بذلك فَقَالَ لَهُ أَنْت أشطر من أَبِيك وَرَأَيْت فِي نشآت السلافة للْإِمَام عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ أَنه قَالَ لَهُ بعد وَضعه فِي حجره مَا سورتك فَقَالَ إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا وَلم تكن إِذْ ذَاك سورته هِيَ فأعجب السُّلْطَان ذَلِك وتفاءل بِهِ واستبشر قلت كِلَاهُمَا يدل على مزِيد الحذق والذكاء وَلَا عجب إِذا صدر من سلالة الْمُصْطَفى وعندى أَن الأولى وَهِي الَّتِي ذكرهَا السَّمرقَنْدِي أحذق وأذكى لعود الذكاء وأعبق ثمَّ ألبسهُ كاملية سلطانية ثَانِيَة بمسح ذهب بمقلب سمور من خَاص ذخيرته وَقَامَ السُّلْطَان ثَانِيًا لوداعه ثمَّ ركب من القلعة السُّلْطَانِيَّة إِلَى مَحل سكنه ثمَّ رتب لَهُ السماط السلطاني صباحاً وَمَسَاء مَعَ الطَّارِئ وتوابعه مَعَ الافتقادات لَهُ وَلِجَمِيعِ من مَعَه مِمَّا لم يسْبق نَظِيره فِي الدولة السُّلْطَانِيَّة الغورية ثمَّ إِن مَوْلَانَا الشريف اسْتَأْذن فى التَّوَجُّه إِلَى الأقطار الحجازية فَكتب لَهُ توقيع شرِيف جليل خُوطِبَ فِيهِ بِأَلْفَاظ التكريم والتبجيل ثمَّ وَجه إِلَيْهِ من الذَّخَائِر السُّلْطَانِيَّة سنجقاً وَأَرْبَعين مَمْلُوكا وخلعاً سنية لوالده الشريف بَرَكَات ومبغا من النَّقْد لَهُ صُورَة برسم من صرف الطَّرِيق وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الدَّقِيق والأرز وَالسمن وَالْعَسَل وَالسكر وَسَائِر زَاد الطَّرِيق وَكَذَلِكَ جَمِيع من فِي صحبته من الْأَعْيَان أنعم عَلَيْهِم بالعامات مُعجلَة ومرتبات على عَادَة أمثالهم وبرز من مصر على صُورَة جميلَة مَعَ إِظْهَار الإنعامات السُّلْطَانِيَّة وَلما وصل الْخَبَر بقدومه زينت الْبِلَاد وانشرحت صُدُور الْعباد وَخرج لملاقاته الْأَعْيَان من مَكَّة فَدَخلَهَا رافلاً فِي نعم الله تَعَالَى الَّتِي تفضل بهَا عَلَيْهِ وعَلى آبَائِهِ وأجداده فَلَا زَالَت فِي أَوْلَاده ثمَّ فِي أحفاده فَطَافَ بِالْبَيْتِ الْحَرَام ودعي لَهُ على زَمْزَم أُسْوَة آبَائِهِ الْكِرَام ثمَّ قرئَ توقيعه الْكَرِيم بِمحضر جيران بَيت الله الْحَرَام ثمَّ

نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست