responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 227
وَفِي سنة تسع وسِتمِائَة وصل من قبل الْخَلِيفَة النَّاصِر العباسي إِلَى قَتَادَة مَعَ الركب الْعِرَاقِيّ مَالٌ وخلعة وَكِسْوَة وَلم يظْهر لَهُ الْخَلِيفَة إنكاراً على مَا تقدم من نهب الْحَاج وَجعل أَمِير الْحَاج يتدرجه ويخدعه بِأَنَّهُ لم يَصح عِنْد الدِّيوَان الْعَزِيز أَلا أَن الشرفاء وأتباعهم نهبوا أَطْرَاف الْحَاج وَلَوْلَا تلافيك لهلكوا وَقَالَ لَهُ يَقُول لَك مَوْلَانَا الْوَزير وَلَيْسَ كَمَال الْخدمَة الإمامية أَلا بتقبيل العتبة وَلَا عز الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَلا بنيل هَذِه الرُّتْبَة فَقَالَ الشريف قَتَادَة سَأَنْظُرُ فِي ذَلِك ثمَّ تسمع الْجَواب وَاجْتمعَ ببني عَمه الْأَشْرَاف وعرفهم أَن ذَلِك اسْتِدْرَاج لَهُم وَله حَتَّى يتَمَكَّن من الْجَمِيع ثمَّ قَالَ لَهُم يَا بني الزهراء عزكم إِلَى آخر الدَّهْر مجاورة هَذِه البنية والاجتماع فِي بطائحها فَلَا يرغبونكم بالأموال وَالْعدة وَالْعدَد وَقد عصمكم الله وعصم أَرْضكُم بانقطاعها وَإِنَّهَا لَا تبلغ أَلا بشق الْأَنْفس ثمَّ عَاد أَبُو عَزِيز قَتَادَة إِلَى أَمِير الركب الْعِرَاقِيّ وَقَالَ لَهُ اسْمَع الْجَواب ثمَّ أنْشدهُ الأبيات الْمُتَقَدّمَة فَقَالَ لَهُ أَمِير الركب الشريف يَا شرِيف حاشا الله أَن أحمل مثل هَذِه الأبيات مِنْك وَأَنت ابْن بنت رَسُول الله
والخليفة ابْن عمك وَأَنا مَمْلُوك تركي لَا أعلم من الْأُمُور الَّتِي فِي الْكتب مَا علمتَ وَلَكِنِّي قد رَأَيْت أَن هَذَا من سرف الْعَرَب الَّذين يسكنون الْبَوَادِي وترغاب قطاع الطَّرِيق وَالله لَا حملت هَذِه الأبيات عَنْك فَأَكُون قد جنيت على بَيت الله وَبني بنت نبيه وَوَاللَّه لَو وصل إِلَيْهِ مَا ذكرت لجعل سَائِر الْوُجُوه إِلَيْك وَلَكِن لي رَأْي أعرضه عَلَيْك فأصغي إِلَيْهِ أَبُو عَزِيز وَعلم أَنه رجل عَاقل قَالَ الرَّأْي أَن ترسل أحد أولادك من لَا تهتم لَهُ إِن جرى عَلَيْهِ مَا تتوقعه ومعاذ الله أَن يجْرِي عَلَيْهِ أَلا مَا تحبه وَترسل مَعَه جمَاعَة من ذَوي الْأَسْنَان والهيئات فيدخلوا مَدِينَة السَّلَام وَفِي أَيْديهم أكفانهم منشورة وَسُيُوفهمْ مسلولة ويقبلون العتبة ويتوسلون بالنبى
وبصفح أَمِير الْمُؤمنِينَ وسترى مَا يكون من الْخَيْر لَك وَلِلنَّاسِ قَالَ فشكره قَتَادَة وَوجه صحبته وَلَده رَاجع بن قَتَادَة وأشياخ الشرفاء ودخلوا بَغْدَاد على تِلْكَ الْهَيْئَة الَّتِي ذكرهَا وهم يضجون ويتضرعون ويبكون وَالنَّاس يَبْكُونَ لبكائهم فَاجْتمع الْخلق كَأَنَّهُ الْمَحْشَر ومالوا إِلَى بَاب النّوبَة من أَبْوَاب مَدِينَة الْخَلِيفَة فقبلوا هُنَالك العتبة وَبلغ الْخَيْر النَّاصِر العباسي فَعَفَا عَنْهُم وَعَن مرسلهم وأنزلوهم فِي الديار

نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست