نام کتاب : زبدة الحلب في تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 1 صفحه : 500
سمع الملك الصالح بن الكامل بذلك، فتوجه نحو دمشق، حتى وصل إلى العقبة، فلم يجد معه من عسكره من ينصحه، فعاد إلى نابلس، فسير الملك الناصر صاحب الكرك وقبض عليه، وحمله مقيداً إلى الكرك وسجنه بها. وتجددت الوحشة بين الملك الناصر، وبين الملك الصالح، عمه، بسبب استيلائه على دمشق. واتفق الملك العادل وعمه الملك الصالح.
فاستوحش الملك الناصر من الملك العادل لذلك، حتى آل الأمر به إلى أن أخرج الملك الصالح بن الكامل من سجن الكرك، وخرج معه، وكاتب الأمراء بمصر، فقبضوا على الملك العادل ببلبيس، في ليلة الجمعة، الثامنة من ذي القعدة، من سنة سبع وثلاثين وستمائة.
ووصل الملك الصالح أيوب، فدخل القاهرة، بكرة الأحد الرابع والعشرين من الشهر المذكور.
وكنت إذ ذاك بالقاهرة، رسولاً إلى الملك العادل، أهنئه بكسر عسكره الإفرنج على غزة، وأطلب أن يسير عماته بنات الملك العادل، معي إلى أختهن الملكة إلى حلب، فاستحضرني الملك الصالح أيوب، يوم الثلاثاء حادي عشر ذي الحجة، وقال لي: تقبل الأرض بين يدي الستر العالي، وتعرفها أنني مملوكها، وإنها عندي في محل الملك الكامل، وأنا أعرض نفسي لخدمتها، وامتثال أمرها فيما تأمر به، وحملني مثل هذا القول إلى السلطان الملك الناصر.
ونزلت في مصر، فاجتمعت بالملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل، في رابع محرم سنة ثمان وثلاثين، وحملني رسالة إلى الملكة الخاتون، يطلب منها معاضدته، ومساعدته على الملك الصالح صاحب مصر إن قصده، فلم تجبه إلى ذلك في ذلك الوقت.
تحرك الخوارزمية
وكان الخوارزمية، في سنة سبع وثلاثين، قد وضعوا أيديهم على أوشين، من بلد البيرة وطمعوا في أطراف باب البيرة، واستولوا على قلعة حران،
نام کتاب : زبدة الحلب في تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 1 صفحه : 500