فلم يحدث لأمر فات لوا ... ولم يمزج بوعد منه ليا
كريم طيب الأعراق سهل ... يذيق محبه بالبشر أريا
فإن ظهرت بسالته لقوم ... تجرع خصمه بالبأس شريا
له كف على العافين غيث ... وصاعقة على من صد بغيا
وقلب من قلوب الأسد أقوى ... ووجه من ذوات الخدر أحيا
يموت ببأسه في الحرب حزب ... وآخر بالندى في السلم يحيى
أتى بالحق والشيطان يسعى ... بباطل كيده في الناس سعيا
فاسمع بالهدى والذكر صماً ... وقاد إلى سبيل الحق عميا
وأوجب طاعة ونفى خلافاً ... فتم الأمر إيجاباً ونفيا
وأضحى الدين مذكوراً شهيراً ... به من بعد ما قد كان نسيا
ألا يا فاتح الخيرات فتحاً ... وباني قاعدات الشرع بنيا
ومن نرجوه في سر وجهر ... لكل أمورنا ديناً ودنيا
سل الرحمن في يسر وحج ... أموت على تقاضيها وأحيا
زيارة ربعك المعمور سقياً ... له من مربع رحب ورعيا
ورؤية وجهك الميمون طوبى ... لمشغوف جلتك عليه رؤيا
وخاتمة متوجةً بحسنى ... يفوز بها عبيد البر يحيى
يرى نظم المدايح فيك ذخراً ... إذا حثي التراب عليه حثيا