responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 82
وأن يستبقى الجزية على أربونة وغيرها من قواعد سبتمانيا. ولبث يخمد الفتن، ويصلح الأمور حتى قدم عنبسة بن سحيم الكلبي، الذي اختاره بشر بن صفوان الكلبي والي إفريقية، واليا للأندلس. وكان الخليفة عمر بن عبد العزيز قد جعل الأندلس ولاية مستقلة كما قدمنا، تتبع الخلافة مباشرة. ولكن خلفه يزيد بن عبد الملك لم يقر هذا التعديل، فعادت الأندلس تابعة في إدارتها لإفريقية كما كانت.
وقدم عنبسة بن سحيم الكلبي إلى الأندلس في صفر سنة 103. وأنفق حيناً في تنظيم الإدارة، وضبط النواحي، وإصلاح الجيش، وإعداده لغزوات جديدة. وفي أواخر سنة 105 هـ (أوائل سنة 724 م) سار عنبسة في الجيش إلى الشمال غازياً، وعبر جبال البرنيه [1] مرة أخرى، وغزا سبتمانيا التي فقد المسلمون كثيرا من معاقلها، منذ هزيمة تولوشة، واستولى على قرقشونة ونيمة وما بينهما من القواعد، وارتد القوط عن محالفة الفرنج إلى محالفته. وتابع زحفه شمالا في وادي الرون ونفذ إلى برجونية حتى مدينة أوتون فغزاها وخربها (أغسطس سنة 725 م)، ثم غزا مدينة صانص. وخشى أودوق أكوتين أن يهاجمه المسلمون مرة أخرى، فسعى إلى مفاوضتهم ومهادنتهم. وبسط المسلمون سلطانهم قويا في شرق جنوبي فرنسا. وفي ذلك يقول إيزيدور الباجي: " كان نجاح عنبسة راجعاً إلى الجرأة والبراعة، أكثر منه إلى القوة والكثرة. وكان لينه ورفقه وحسن معاملته للسكان، عاملا في تقوية سلطان الإسلام في جنوبي فرنسا ". ولكن قضى نكد الطالع أن ينكب المسلمون مرة أخرى. فإن عنبسة حين عوده إلى الجنوب، داهمته قبل أن يجتمع إليه جميع جيشه، جموع كبيرة من الفرنج، فأصيب أثناء الموقعة التي نشبت بجراح بالغة توفي على أثرها، وذلك في شعبان سنة 107 هـ (ديسمبر سنة 725) فارتد الجيش إلى الداخل، وعاد الاضطراب إلى الجزيرة مرة أخرى.

[1] يحسن بنا أن نشير هنا إلى أن بعض الكتاب والباحثين يسمون جبال البرنيه خطأً بجبال " البرانس " ذلك لأن جبال البرنيه تسمى في الجغرافية العربية حسبما قدمنا بجبال البرت أو البرتات. أما جبال " البرانس " فهي سلسلة أخرى من الجبال الإسبانية، تقع شرقي ماردة، وجنوبي طليطلة، وهي التي تعرف في الجغرافية الحديثة بجبال المعدن Sierra de Almaden، لوقوعها على مقربة من مدينة " المعدن ". وسيمت في الجغرافية العربية " بالبرانس " نسبة لقبيلة البرانس البربرية، التي كان منزلها في الأندلس على مقربة من هذه الجبال (راجع البيان المغرب ج 2 ص 143 و163 حيث يشير إلى الحملات التي جردت لمقاتلة الثوار في منطقة جبال البرانس).
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست