responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 463
إن الخلافة لن ترضى ولا رضيت ... حتى عقدت لها في رأسك التاجا (1)
ومما ينسب إلى الناصر من النظم، قوله:
لا يضر الصغير حدثان سن ... إنما الشأن في سعود الصغير
كم مقيم فازت يداه بغنم ... لم تنله بالركض كف مغير (2)
وكان الناصر سمحاً وافر الجود. ويصفه ابن الأثير بأنه كان، أبيض، أشهل، حسن الوجه، عظيم الجسم، قصير الساقين [3] وترك الناصر من البنين أحد عشر ولداً منهم ولي عهده وخلفه الحكم المستنصر بالله.
وقال الوزير جعفر بن عثمان المُصْحفي في رثاء الناصر:
إلا إن أياماً هفت بإمامها ... لجائرة مشتطة في احتكامها
فلم يؤلم الدنيا عظام خطوبها ... وأحداثها إلا قلوب عظامها
تأمل فهل من طالع غير آفل ... لهن وهل من قاعد لقيامها
وعاين فهل من عائش برضاعها ... من الناس إلا ميت بفطامها
كأن نفوس الناس كانت بنفسه ... فلما توارى أيقنت بحمامها
فطار بها يأس الأسى وتقاصرت ... يد الصبر عن أعوالها واحتدامها
ويشيد النقد الحديث بمناقب عبد الرحمن الناصر وعصره أعظم إشادة. وربما كان أبلغ ما قيل في ذلك تلك العبارات القوية التي يختتم بها العلامة دوزي حديثه عن عصر عبد الرحمن الناصر: " لقد كانت هذه نتائج باهرة، ولكنا نجد إذا ما درسنا ذلك العصر الزاهر، أن الصانع يثير الإعجاب والدهشة، بأكثر مما يثيرهما المصنوع: تثيرهما تلك العبقرية الشاملة التي لم يفلت شىء منها، والتي كانت تدعو إلى الإعجاب في تصرفها نحو الصغائر، كما تدعو إليه في أسمى الأمور. إن ذلك الرجل الحكيم النابه، الذي استأثر بمقاليد الحكم، وأسس وحدة الأمة، ووحدة السلطة معاً، وشاد بواسطة معاهداته نوعاً من التوازن السياسي، والذي اتسع تسامحه الفياض لأن يدعو إلى نصحه رجالا من غير المسلمين، لأجدر بأن يعتبر قريناً لملوك العصر الحديث، لا خليفة من خلفاء العصور الوسطى " [4].

(1) وقيل إن هذه القصيدة وجهت إلى الناصر لمناسبة عوده ظافرأً من أول غزوة قام بها ضد الثوار في مستهل حكمه.
(2) نفح الطيب ج 1 ص 166.
[3] ابن الأثير ج 8 ص 177.
[4] Dozy: Hist, V.II.p. 175
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست