نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 218
المسلمين، ونشبت ضده في نافار في الشرق ثورة أخرى، فأخمدها بشدة، واجتاح نافار وأخضعها، وكان من أسراه في تلك المعارك فتاة حسناء من أسرة كريمة تدعى مونيا فأحبها وتزوجها، ورزق منها بولده ألفونسو، الذي تولى العرش فيما بعد، وكان مسرفاً في الانتقام والسفك، قتل كثيرا من أفراد أسرته وقتل أخاه بيده، وكان الشعب يبغضه ويلتف حول " أورليوس " ابن عم فرويلا. وأنشأ فرويلا مدينة أوبييدو التي غدت فيما بعد حاضرة جليقية، ولكنه لم يتخذها قاعدة للحكم، ولبث في مدينة كانجاس حاضرتها الأولى، حتى هلك قتيلا في ثورة جديدة نشبت سنة 775 م [1].
ولما توفي فُرُويلا كان ولده من مونيا ألفونسو طفلا، فافترقت كلمة الشعب، وانحازت منه أغلبية كبيرة إلى أورليوس أو أورالي [2] ولد فرويلا أخى ألفونسو الأول واختارته للملك، ولكنه لم يحكم إلا في الولايات الشرقية في نافار وبسكونية، حيث كان يحكم أبوه من قبل، وانحازت جليقية الغربية إلى سيلو أو شيلون [3] زوج أروزندا إبنة ألفونسو الأول، وانقسمت المملكة بذلك إلى إمارتين. ولكنهما تهادنتا ولم تقع بينهما حرب ولا منافسة. وفي سنة 778 م غزا شارلمان بلاد البشكنس في طريقه إلى سرقسطة حسبما قدمنا، فاضطر أورليوس أن يسعى إلى محالفة المسلمين. ولم تقع في ذلك الحين فيما يظهر حروب بين المسلمين ومملكة جليقية، لاشتغال كل منهما بشئونه الخاصة. وتوفي أورليوس سنة 781 م، فاختار البشكنس مكانه سيلو لأن ألفونسو ولد فرويلا كان لا يزال طفلا، واتحدت المملكة مرة أخرى. ولبث سيلو ملكاً على جليقية المتحدة ثلاثة أعوام أخرى، وفي عهده عقد الصلح بين المسلمين والنصارى. ولكن نشبت بعض ثورات محلية في جليقية نجح في إخمادها، وتوفي بعدئذ بقليل سنة 784 م [4]. وتوفي سيلو دون عقب، ولكنه أوصى بالملك لألفونسو ولد فرويلا الطفل [1] يضع ابن خلدون وفاة فرويلا في سنة 158 (775 م) متفقا بذلك مع الرواية النصرانية (ج 4 ص 180). [2] هكذا تسميه الرواية العربية وهي تعتبره ملكا لجليقية كلها (راجع ابن الأثير ج 6 ص 12). [3] وهو اسمه في الرواية العربية. ويعتبره ابن خلدون خطأ ولد فرويلا الكبير (ج 4 ص 180). [4] يضع ابن خلدون وفاة سيلو أو شيلون سنة 168هـ (784 م) متفقا أيضامع الرواية النصرانية (ج 4 ص 180). وكذا ابن الأثير (ج 6 ص 22).
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 218