نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 215
النصرانية، حتى توفي فرويلا سنة 764 م (146هـ)، وتولى أخوه ألفونسو من بعده حكم المملكة كلها، ولكنه لم يعش طويلا، وتوفي في العام التالي (765 م) [1] فخلفه ابنه فرويلا الأول. وكان عبد الرحمن الأموي يكرس كل جهوده وقواه لقمع الثورة الخطيرة التي نظمها العلاء بن مغيث باسم الدعوة العباسية، فرأى فرويلا الفرصة سانحة لغزو الأراضي الإسلامية [2] فعبر نهر دويرة في جيش ضخم وغزا لُك وبُرتقال وشَلَمنقة وشَقُوبية وآبلة وكورة وقشتالة [3]، واستولى عليها من المسلمين، وعاث في تلك المنطقة سفكاً وتخريباً وضمها إلى أملاكه، فصارت جزءا من مملكة جلّيقية، حتى استعادها المسلمون بعد ذلك بنحو قرنين في عهد الحاجب المنصور. وتختلف الرواية الإسلامية في تعيين تاريخ هذه الغزوة فيضعها ابن الأثير قبل ذلك بأعوام في حوادث سنة 140هـ (758 م) ويقول إن الذي قام بها هو تدويلية (تدفيليا) ابن أذفنش (ألفونسو)، ولكن ألفونسو توفي بعد ذلك كما رأينا [4]، ويضعها ابن خلدون بعد سنة 142 هـ وهي التي يعينها تاريخا لوفاة ألفونسو، في عهد فرويلا، وقد تولى فرويلا الملك بعد وفاة أبيه حسبما تقول الرواية النصرانية في سنة 765 م (147هـ) [5]. وعلى أى حال فقد كانت هذه الغزوة أعظم فتح قام به النصارى يومئذ في الأراضي الإسلامية، بعد افتتاح الفرنج لسبتمانيا واستيلائهم على أربونة أمنع مواقع ولاية " الثغر " قبل ذلك بأعوام قلائل.
وهنا ظهر خطر المملكة النصرانية واضحاً جلياً. ولم يكن عبد الرحمن الأموي بغافل عن ذلك الخطر، وكان رغم اشتغاله المتواصل بقمع الثورة والفتن الداخلية، يتحين الفرص لدرئه، ففي سنة 148 هـ (766 م) أرسل بعض قواده إلى [1] يضع ابن خلدون (ج 4 ص 180) وفاة ألفونسو (أدفونش) في سنة 142هـ (760م). [2] ينسب أشباخ هذه الغزوة لفرويلا الكبير (ج 1 ص 156) معتمدا على رواية ردريك الطليطلي، ولكن الرواية الاسلامية وهي أقدم من ذلك، تجمع على أنها وقعت بعد ذلك في عهد فرويلا ابن ألفونسو. [3] تراجع الأسماء الفرنجية لهذه الأماكن في جدول الأعلام التاريخية والجغرافية الملحق بنهاية الكتاب. [4] ابن الأثير ج 5 ص 186. [5] ابن خلدون ج 4 ص 122 و180؛ وكذلك المقري عن ابن حيان في نفح الطيب ج 1 ص 155.
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 215