نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 88
إلى أن الكلمة إنما ترجع إلى أصل ساميٍّ قديم، له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر، ومن ثم فهي شديدة الرطوبة والحرارة في الصيف، ومن هنا سميت "تهامة" من التهم، وهو شدة الحر وركود الريح، إلا أن هناك من يرى أن السبب إنما هو تغير هوائها، كما أن هناك من يرى أن التهمة هي الأرض المتصوبة نحو البحر[1]، ولعل انخفاض أرض تهامة كان هو السبب في أن يسمى "بالغور" و"بالسافلة"، وعلى أي حال، فهي تتكون من المنطقة الساحلية الضيقة الموازية لامتداد البحر الأحمر من اليمن جنوبًا إلى العقبة شمالا[2].
وهي تتألف من تهائم، فهناك تهامة اليمن، وتهامة عسير، وتهامة الحجاز، وفي الواقع أن التهائم ليست هي المنطقة الساحلية السهلة فحسب، ولكنها تشتمل كذلك على أكثر المناطق الواقعة إلى المنحدر الغربي لسفوح جبال الحجاز[3]، وتختلف في عرضها باختلاف قرب السلاسل الجبلية من البحر وبعدها عنه، وقد يبلغ عرضها خمسين ميلا في بعض الأماكن[4]، وقد تضيق في أماكن أخرى إلى أن تصبح الهضاب القريبة من الساحل متصلة بالشاطئ رأسًا، هذا إلى أن أكثر هذه المنطقة الساحلية رملي شديد الحرارة، قليل الإنبات، كما أن جميع المدن الساحلية إنما تقع في هذه المنطقة[5]. [1] ياقوت 2/ 63، جواد علي 1/ 170، مبروك نافع: المرجع السابق ص21، البكري 1/ 322. [2] عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص109، ياقوت 2/ 137. [3] فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص18، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص258-260 "طبعة الرياض 1974". [4] جواد علي 1/ 167. [5] فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص18-19.
3- الحجاز:
وهو منطقة جبلية تقع غرب تهامة، وتحاذيها من الشمال إلى الجنوب، وتمتد رقعته -في رأي أكثر علماء الجغرافية المسلمين- من تخوم الشام عند العقبة إلى "الليث"، وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر، فتبدأ عندئذ
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 88