responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 543
حجر: "إنه والله لن يدع طلبك حتى تعاين القصور الحمر -يعني قصور الشام- وكأنني به في فوارس من بني شيبان، يذمرهم ويذمرونه، وهو شديد الكلب، تزبد شفتاه كأنه بعير أكل مرارًا، فالنجاء النجاء، فإن وراءك طلبا حثيثا وجمعا كثيفا، وكيدا متينا، ورأيا صليبا". وما أن ينتهي "سدوس" من روايته، حتى يعبث حجر بالمرار، ويأكل منها، غضبا وأسفا، ولا يشعر أنه يأكله من شدة الغضب، فسمي يومئذ "بآكل المرار" أو أنه -على رواية أخرى- كان يوما على سفر، فلما لم يجد ما يأكله أكل المرار حتى شبع[1]، وأيا ما كان الأمر، فإن معركة حامية الوطيس سرعان ما تدور رحاها بين الفريقين، ينال فيها "زياد" هزيمة منكرة، ثم يقع في أسر "سدوس"، وتنجح بكر في استرداد ما سلبه زياد من غنائم وسبي، ثم يأخذ حجر هندا فيربطها في فرسين، ثم يركضهما، فشقاها نصفين على رواية، وأنه قد أحرقها على رواية أخرى، ثم عاد إلى الحيرة[2].
وفي الواقع أن الرواية على هذا النحو، إنما تعترضها عقبات عدة، منها "أولا" أن هناك من يرى أن الذي هاجم ديار حجر، إنما هو الحارث بن الأهيم بن الحارث الغساني على رواية، والحارث بن جبلة على رواية أخرى، ودون ذكر اسم الذي أغار على غمر كندة، على رواية ثالثة، وهو الحارث بن منذلة الضجعي من بني سليح، على رواية رابعة، وهو عمرو بن الهبولة الغساني على رواية خامسة[3]، وهكذا يختلف الإخباريون في الرواية بصورة تلقي ظلالا من شك على صحتها من أساس، ومنها "ثالثا" أن الأسيرة -في رواية أخرى- ليست هندا، وإنما هي قينة من أحب قيان حجر إلى نفسه[4].
ومنها "ثالثا" أن ابن الأثير[5]، سرعان ما يدرك الخطأ في الرواية؛ لأن ملوك

[1] هناك تفسير آخر يذهب إلى أن المرار، إنما هو نبات إذا أكلته الإبل تقلصت مشافرها فبدت أسنانها، لذلك قيل الحجر، "آكل المرار" لكشر كان به، انظر: جواد علي 3/ 320، سعد زغلول: المرجع السابق ص232، أبوالفداء 1/ 74، اللسان 4/ 171، وكذا
Caussin De Perceval, Op. Cit., Ii, P.267. وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.85
[2] ابن الأثير 1/ 5067-509، الاشتقاق 1/ 22، الأغاني 15/ 82، البيان والتبيين 3/ 328، تاج العروس 2/ 300، القاموس 1/ 277، أيام العرب في الجاهلية ص42-50.
[3] جواد علي 3/ 322-323، منتخبات ص97، الأغاني 13/ 63، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص86 وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.44-5
[4] منتخبات ص97، جواد علي 3/ 322.
[5] ابن الأثير 1/ 510-511.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 543
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست