responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 524
ويبدو أن النعمان كان على علاقة طيبة بالنصارى من قومه -على الأقل في الفترة الأخيرة من حكمه- وأنه بدأ يتقبل المسيحية، أو أنه كان يميل إليها، ولعل السبب في ذلك، أننا نقرأ في سجل الكنيسة الشرقية أن الحيرة كان عليها أسقف في عام 410م، وأن ملكها قد حمى النصرانية، ومن ثم فقد كانت الروايات التي تدور حول تنسكه حين أدرك أن حطام الدنيا لا محالة زائل، بما فيها قصره الفخم، ومن ثم فقد زهد فيها، وعكف على البر والتقوى، فانقلب سائحا زاهد[1]، وإن كان أمر اعتناقه المسيحية ما يزال موضع شك كبير، ذلك لأن ملوك الحيرة كانوا حتى أواسط القرن السادس الميلادي ما يزالون على الوثنية، وأن المنذر بن ماء السماء كان يقدم الذبائح البشرية إلى العزى[2].
وعلى أي حال، فلقد اشتهر النعمان كذلك بكتيبتي الخيالة الشهيرتين عند العرب، وهما: الدوسر ورجالها من الفرس، والشهباء ورجالها من تنوخ، وغزا بهما عرب الشام عدة مرات، وعلى أيامه ازدهرت مدينة الحيرة، كما لم تكن من قبل[3].
وجاء بعد النعمان ولده "المنذر" "418-462م" من زوجه "هند بنت زيد مناة بن زيد الله بن عمرو الغساني"[4]، وقد وصلت الحيرة في عهده إلى درجة مكنتها من أن يكون لها صوت مسموع في أحداث العصر، كما مكنت المنذر من أن يحمل كهنة الفرس على تتويج "بهرام" الذي رباه أبوه النعمان، غير عابئين بمنع آخر كان يسعى إلى العرش بكل قوته[5].
وقد شارك المنذر في الحروب التي قامت بين الفرس والروم، بسبب اضطهاد

[1] تاريخ الطبري 2/ 67-68، تاريخ اليعقوبي 1/ 209، ابن الأثير 1/ 401، ياقوت 2/ 402، كتاب المعارف ص282، بلوغ الأرب 1/ 214، المقدسي 3/ 199-200، المحبر ص358-359، جرجي زيدان: المرجع السابق ص223، سعد زغلول: المرجع السابق ص218-219
R. Nicholson, Op. Cit., P.41. وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.83
[2] جرجي زيدان: المرجع السابق ص223.
[3] سعد زغلول: المرجع السابق 218.
[4] تاريخ الطبري 2/ 90، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص69.
[5] P.K. Hitti, History Of The Arabas, P.82-3
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست