نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 508
في الشام كتدمر وبصرى ودمشق، إذ أن هذه كانت محصنة، تتمركز فيها الحامية البيزنطية، ولكنهم كانوا يعتمدون على الصحراء، إذا داهمهم الخطر، فكانت تغنيهم عن المدن المحصنة، ومن ثم فقد كانت معظم حروبهم تدور على أطراف البادية، وإليها التجأوا عندما خلعوا سلطان الإمبرطور وثاروا عليه في عند "النعمان بن المنذر"، ولهذا فقد كان الروم يقيمون عمالا صغار بجانب ملوك غسان، حفاظا على التوازن الساسي، وإبقاء لسلطان الدولة في الأوقات العصبية، طبقا لسياسة "فرق تسد"[1]. [1] نفس المرجع السابق ص12.
ملوك الغساسنة:
لعل "الحارث بن جبلة" "528-569م"، والمعروف بالأعرج، وبالحارث الأكبر، أول أمراء بني جفنة الذين يمكن الاطمئنان إلى وجودهم، وهو في نظر "نولدكه" اريتاس "Aretas" الذي ذكره المؤرخ السرياني "ملالا" على أنه كان عاملا للروم[1]، وقد عاصر الرجل من أباطرة الروم "جستنيان" "527-565م"، ومن أكاسرة الفرس "قباذ" "448-531م" و"كسرى أنوشروان" "531-579م"، ومن أمراء الحيرة "المنذر الثالث" "521-554م".
وهناك ما يشير إلى نشوب حرب بين الحارث والمنذر الثالث، ربما بسبب بالعداوة التي انتقلت إليهم من العداوة التي كانت الفرس والروم، وربما لأن أمير الحيرة اعدى أن القبائل العربية النازلة فيما بين دمشق وتدمر، إنما تخضع لسلطانه، فنازعه الأمير الغساني هذا السلطان، وأيا ما كان السبب، فإن الرجلين قد اشتبكا في أبريل من عام 528م في حرب كتب النصر فيها للحارث الغساني، ومن ثم فقد منحه "جستنيان" لقب "ملك"- وهو لقب لم يمنحه الروم لواحد من عمالهم في سورية من قبل -كما بسط سلطانه على قبائل عربية متعددة، بغية أن يجعل منه خصما قويا لأمير الحيرة، إلا أن المنذر لم يرعو مع ذلك عن غزو حدود الشام الشرقية، حتى بلغ أسوار أنطاكية، وإن أجبره ظهور القوات الرومانية على العودة إلى بلاده قبل أن يشتبك معها[2]. [1] نولدكه: أمراء غسان ص9، وكذا Malalas, 2, 166 [2] نولدكه: أمراء غسان ص11، وكذا J.B. Bury, Op. Cit., P.81, 91
وكذا Procopius, I, Xvii, 43-48
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 508