نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 504
الإمبراطوريتان القديمتان دوام الحرب بين دولتي المناذرة والغساسنة -وهما أبناء عم ومن دم واحد- ولكنهما اضمحلتا واختفتا قبيل الفتح الإسلامي العظيم[1]، تاركتين الإمبراطوريتين وجها لوجه مع الهداة الجدد، حملة لواء الإسلام، وهداية القرآن، وسنة المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه.
وهكذا قامت دولة الغساسنة للروم، مقابل دولة المناذرة للفرس، بمعنى أنها كانت دولة حاجزة "Buffer State" اتخذ منها الروم مجنا يقيهم شر هجمات البدو عليهم من أطراف الصحراء من جهة، وليثيروهم ضد الفرس ويستعينوا بهم عليهم من جهة أخرى[2]، هذا إلى أن المناذرة إنما كانوا يجمعون الضرائب من القبائل العربية القريبة منهم، ويقدمونها للفرس، كما كان الغساسنة يجمعون مثل هذه الضرائب للروم[3].
وتاريخ دولة الغساسنة هذه غامض لقلة المصادر، ولامتزاج الحقائق فيه بالأساطير، ولضياع معظم آثار بني غسان، ومن ثم فلا تتفق المصادر العربية مع اليونانية إلا في النذر اليسير، بل إن المؤرخين العرب أنفسهم إنما يختلفون في عدد الملوك وأسمائهم وسني حكمهم[4]، فهم عند "حمزة الأصفهاني" 32 ملكا، وعند "أبي الفداء" 31 ملكا[5]، وعند المسعودي وابن قتيبة إنما هم أحد عشر فقط[6]، وأما "نولدكه" فالرأي عنده أن عددهم لا يتجاوز العشرة، وأنهم حكموا في الفترة "500-635م"، بل إن "هرشفلد" ليحددهم بسبعة فقط[7]، ويرى "جرجي زيدان" أنهم سبعة عشر وأنهم حكموا في الفترة "220-633م"[8]. [1] موسكاتي: المرجع السابق ص204، قارن: ابن كثير 2/ 218. [2] محمد مبروك نافع: المرجع السابق ص111. [3] عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص68. [4] راجع القوائم في: جواد علي 3/ 443-447، جرجي زيدان: المرجع السابق ص2-1، عبد اللطيف الطيباوي: المرجع السابق ص12. [5] حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص99، أبو الفداء 1/ 72-73، ابن خلدون 2/ 282. [6] مروج الذهب 2/ 82-86، المعارف ص642، ابن خلدون 2/ 281. [7] جوا علي 3/ 446، هرشفلد، ديوان حسان بن ثابت ص96، جرجي زيدان: المرجع السابق ص193، قارن: كتاب المحبرب لابن حبيب ص372. [8] جرجي زيدان: المرجع السابق ص197-198.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 504