نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 475
القرن الأول والثاني بعد الميلاد، حتى إذا كان معظم سكان وادي القرى إلى يثرب من يهود[1].
وأما الدين اللحياني، فهو دين عربي جنوبي، كما يتبين من أسماء الآلهة وأسماء الأفراد، ومن ثم فإننا نجد إلى جانب الأسماء السامية المشتركة لبعض المعبودات -مثل "إل" أسماء آلهة سامية جنوبية مثل "ود وسميع ونسر ومناة"، أما كبير الآلهة اللحيانية فهو "ذو غابت"، وقد كان له معبد عثر على أنقاضه في خرائب المدينة، كما عثر على اسم إله آخر هو "سلمان" الذي كان يكنى "أبا إيلاف"، وهو إله القوافل التي كان يتولى حمايتها وحراستها في ذهابها وإيابها، وهناك كذلك الإله "كاتب"، والذي يرى فيه "كاسكل" الإله المقابل للإله "تحوت"، إله الكتابة والحكمة عند المصريين القدامى[2].
وعلى أي حال، فلقد انتهت دولة اللحيانيين في فترة لا نعرفها على وجه التحقيق، بل لا نعرف كذلك كيف انتهت، ومن الذي قضى عليها، وإلى أين ذهب اللحيانيون بعد سقوط دولتهم، فربما عاد معظمهم إلى البادية، واندمج في قبائلها[3]، وربما اتجه فريق منهم -كما تذكر المصادر العربية- إلى العراق، وتركزوا في الحيرة، ومن هنا رأى البعض أن "أوس بن قلام" منهم، وأنه حكم الحيرة حينا من الدهر[4]، وربما بقوا في نفس منطقتهم، كما نفهم من الأحداث التي جرت عند ظهور الإسلام.
ويروي الأخباريون أن القوم من "بني لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر"، فهم عدنانيون، كانوا ينزلون في شمال شرقي مكة، ويبدو أنهم لم يكونوا من القبائل القوية عند ظهور الإسلام[5].
وتروي المصادر العربية أن اللحيانيين كانوا على خلاف مع الرسول -صلى الله [1] جواد علي 2/ 256
وكذا W. CASKEL, LIHYAN UND LIHYANISCH, KOLN UND OPLADEN, 1954, P.44 [2] أدولف إرمان: ديانة مصر القديمة، ترجمة عبد المنعم أبو بكر، محمد أنور شكري، القاهرة 1952 ص67-68، جواد علي 2/ 256-257، ديتلف نلسن: المرجع السابق ص44،
وكذا URK, IV, P.53 [3] جواد علي 2/ 255، وكذا W. CASKEL, OP. CIT., P.44 [4] المحبر ص358، وكذا W. CASKEL, OP. CIT., P.44 [5] المعارف ص31، الاشتقاق 1/ 109، تاج العروس 10/ 324.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 475