responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 461
التخلص من ملكي العرب واليهود على السواء، وهكذا شجعت "هيرودوس" ملك اليهودية على محاربة الأنباط، ويبدو أن "هيرودوس" كان ينتظر هذه الفرصة، ومن ثم فقد أسرع بشن هجوم على الأنباط عند "اللد" وما أن يتم له النصر هنا، حتى يسرع بالهجوم عليهم مرة أخرى عند "قنا" في البقاع، ويكاد ينتصر عليهم، إلا أن موازين النصر سرعان ما تغيرت إلى جانب النبط، فقتلوا عددًا كبيرًا من جيشه، وأسروا آخرين، وفر "هيرودوس" إلى القدس[1].
وهنا بدأ "هيردوس" يعد العدة لجولة أخرى، بخاصة وأن النبط بدءوا يهاجمون مدنه، مما أدى إلى قيام سلسلة من المعارك تبادل فيها الجانبان النصر النصر والهزيمة، فضلا عن الخسائر في الرجال والمعدات، ويزعم المؤرخ اليهودي يوسفيوس أن النصر كان في النهاية إلى جانب، وذلك حين جمع هيرودوس قواته وأعاد تنظيمها، فعبر الأردن، والتحم مع الأنباط في معركة ضارية عند "عمان" فأنزل بهم خسائر فادحة، فاقت خمسة آلاف قتيل، وأربعة آلاف أسير، فضلا عن سبعة آلاف أخرى لقوا حتفهم بأيدي اليهود، حينما حاولوا الفرار من الحصار، وكان نتيجة ذلك كله أن اضطر الأنباط إلى دفع جزية لـ "هيرودوس"، وإذا كان ما زعمه المؤرخ اليهوديب صحيحًا، أو حتى قريبًا من الصواب، فليس هناك من ريب في أن قوة هيرودوس لم تكن وراء هذه الانتصارات، وإنما كان السبب قوة الرومان الطاغية، وجنود الأنباط غير المدربين[2].
وجاء "عبادة الثالث" "30-9ق. م"، وربما لقى ميتة عنيفة على يد وزيره صالح "سيليئوس" الذي لقى نفس المصير في روما حوالي عام 5ق. م[3]، وعل أي حال، فإلى عهد هذا الملك ترجع الحملة الرومانية على اليمن بقيادة "إليوس

[1] تاريخ يوسفيوس ص168، فيليب حتى: المرجع السابق ص311-312، جواد علي 3/ 35-36،
وكذا The Jewish War, I, Xviii, 4, 1-4
وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., I, P.3-6-307
[2] جواد علي 3/ 37، وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.306
وكذا Josephus, The Jewish War, I, P.383
[3] F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.286 وكذا Ei, 3, P.801
وكذا J. Hastings, Op. Cit., P.121
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست