responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 410
فضلا عن ظهور القرشيين وقيامهم برحلتي الشتاء والصيف المشهورتين، إلا دورا ثانويا، وهكذا تجمعت العوامل السياسية والاقتصادية معا على إهمال الزراعة وكساد التجارة، مما دفع بقبائل عربية غير قليلة إلى الهجرة إلى بلاد العرب الشمالية، وكان من بين المهاجرين الأوس والخزرج[1].
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن القول بأن قبائل الأزد هاجرت دفعة واحدة، أمر غير مقبول؛ ذلك لأن خزاعة -وهي بطن من الأزد- كانت لا تزال تحكم مكة حوالي عام 450م، وكانت قد استمرت مدة طويلة تلي هذا الأمر- رأى البعض أنها حوالي ثلاثة قرون، ورأى آخرون أنها خمسة قرون- وهذا يعني أنها هاجرت من اليمن حوالي منتصف القرن الثاني، وربما منذ القرن الثالث، في عام 207م[2].
وأيًّا ما كان الأمر، فإن الأخباريين يذهبون إلى أن الأوس[3] والخزرج أخوان، فهما أبناء "حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق، بن ثعلبة بن مازن بن الأز"[4]، الذي ينتهي نسبه إلى "يعرب بن قحطان"، ولكن القوم إنما كانوا ينسبون إلى أمهم "قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة"، ولهذا كانوا يدعون "أبناء قيلة"، مما يدل على أن هذه المرأة إنما كانت تتمتع بشهرة عريضة، دفعتهم إلى الانتساب إليها[5].
وعلى أي حال، فلقد أقام الأوس والخزرج في المدينة، وربما لم يكونوا في أول الأمر يملكون من القوة وكثرة العدد، بحيث يخشى اليهود بأسهم، هذا ويبدو أن اليهود قد عملوا على الإفادة من خبراتهم التي اكتسبوها منذ فترة طويلة، في مجال الزراعة والتجارة في مواطنهم القديمة في اليمن، ومن ثم فقد سمحوا لهم بالإقامة في

[1] Alois Musil, Northern Nejd, N.Y., 1928, P.309-317
[2] أحمد إبراهيم: المرجع السابق ص315، ابن كثير 2/ 183.
[3] هناك من يفسر كلمة الأوس بأنها اختصار لجملة "أوس مناة" وهو صنم جاهلي "جواد علي 4/ 135"
[4] ابن الأثير 1/ 655، وفاء الوفا 1/ 124، اللسان 4/ 18، تاج العروس 4/ 103، العقد الفريد 3/ 16، 159، ابن هشام 3/ 347، الاشتقاق 2/ 435، 437، ياقوت 4/ 203، 5/ 85، المعارف ص49، المقدسي 4/ 120-121، دائرة المعارف الإسلامية 3/ 150، جمهرة أنساب العرب ص332، نهاية الأرب للقلقشندي ص52-53، 93-94.
[5] ابن حزم 1/ 332، اللسان 11/ 580، نهاية الأرب للقلقشندي ص404، المعارف ص49، خلاصة الوفا ص164، التنبيه والإشراف للمسعودي ص174، ياقوت 5/ 85، وفاء الوفا 1/ 124، جواد علي 4/ 133.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست