نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 168
ثم ما صلة "يحيى بن زكريا" عليهما السلام بهذه الأحداث، وهو الذي عاصر المسيح عليه السلام، أي في بداية القرن الأول الميلادي، وليس السادس قبل الميلاد، ثم كيف عرفوا -أو بالأحرى كيف عرف برخيا- أن يحيى هو آخر أنبياء اليهود وأنه سوف يموت شهيدًا على أيديهم، وهو "أولًا" ليس آخر أنبياء اليهود، فذلك هو السيد المسيح عليه السلام، حيث أرسل لهداية "خراف بيت إسرائيل الضالة"[1]، و"ثانيًا" فإن حادث استشهاد يحيى لم يرد في أي نص من نصوص التوراة، وإنما كان ذلك في أناجيل النصارى، حيث يدعونه "يوحنا المعمدان"[2] -الأمر الذي سوف نناقشه في مكانه من هذه الدراسة- وأخيرًا كيف غاب كل ذلك على مؤرخينا الكبار، أم أنه النقل عن يهود، حتى دون مناقشة، ثم هو ادعاء العلم من أحبار يهود، حتى لو كان ذلك العلم لم يرد في كتبهم المقدسة، توراة كانت أم تلمودا.
ومنها "سادسًا" أن قصة الغزو جميعها ليست إلا ترديدًا لنبوءات إرمياء في التوراة، والتي تنبأ فيها بكل المصائب لليهود، وللمصريين والفلسطينيين والمؤابيين والأدوميين والعمونيين والآراميين والكلدانيين، وكذا لدمشق وحماة وقيدار وحاصور وعيلام وبابل، وكل ما يعرفه من أمم ومدن[3].
ومنها "سابعًا" أن الأخباريين يروون رواية أخرى تذهب إلى أن أبناء "معد بن عدنان" قد أغاروا على معسكر بني إسرائيل بقيادة موسى نفسه، وأن الكليم -عليه السلام- قد دعا عليهم ثلاث مرات ولم تجب دعوته؛ لأن من هؤلاء المصطفى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[4]، وبصرف النظر عن صدق الرواية أو كذبها، فإنها تشير إلى أن معد بن عدنان، إنما كان قبل موسى عليه السلام، وهو الذي كان في حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، طبقًا لأكثر النظريات تأخرًا من الناحية الزمنية[5].
ومنها "ثامنًا" أن حاصور التي يتحدث عنها إرمياء في التوراة[6]، إنما تقع في شمال بلاد العرب، وهي لا تعدو أن تكون عدة "إمارات" أو مشيخات" صغيرة، [1] إنجيل متى 15: 23-28؟. [2] متى 14: 2-11، مرقص 6: 17-28 [3] انظر: سفر إرمياء، الإصحاحات من 44-51. [4] تاريخ الخميس ص167. [5] راجع نظريات خروج الإسرائيليين من مصر، في كتابنا "إسرائيل" ص268-303. [6] إرمياء 49: 28-33.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 168