نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 105
وفي الجنة الخضراء من أرض يحصب ... ثمانون سدًا تقذف الماء سائلا
وبقايا هذه السدود ما زال باقيًا يشهد بوجودها في مجاري في هذه الوديان، كما أن آثار العمارة ما زال باقيًا في المدن القديمة، وهناك المدن التي تنتشر بالقرب من مجاري هذه الوديان مثل "براقش" و"معين"، وقد ذكر "بليني" أنها بلاد كثيرة الغاب والأعراس- الأمر الذي سنناقشه في مكانه من هذه الدراسة.
أما الأودية التي تتجه شمالا، فقليلة وفقيرة جدًّا، أما المتجهة جنوبًا، فغنية بمائها، وتتركز الأراضي الزراعية في مجاريها الدنيا، وأهمها "وادي تبن" و"وادي بنا"[1]. [1] محمود طه أبو العلا: المرجع السابق ص50-52.
المناخ:
تعتبر شبه الجزيرة العربية من أشد البلاد جفافًا وحرًّا، وربما كان ذلك لوقوعها في منطقة قريبة من خط الاستواء، ولأن معظمها إنما يقع في الإقليم المداري الحار، ولأنها بعيدة عن المحيطات الواسعة التي تخفف في درجة الحرارة، ولأن المسطحات المائية التي تقع إلى الشرق وإلى الغرب منها- أي الخليج العربي والبحر الأحمر- أضيق من أن تكفي لكسر حدة هذا الجفاف المستمر، فهما مسطحان مائيان يتراوح اتساعهما بين 120، 150 ميلا، ولهذا كان أثرهما في اعتدال الحرارة غير محسوس، أما المحيط الهندي الذي يقع إلى الجنوب منها، فلئن ساعد في الجنوب على سقوط الأمطار في أطراف شبه الجزيرة العربية الجنوبية، فإن مرتفعات حضرموت والربع الخالي قد تمنعه عن داخلها، هذا فضلا عن أن رياح السموم التي تنتاب شبه الجزيرة العربية في مواسم معينة، فتشوي الوجوه وتعمي العيون، تسلب كذلك الرطوبة من الهواء قبل أن يبلغ داخل البلاد، أما الريح الشرقية المنعشة المعروفة "بريح الصبا"[1]، فقد كانت موضوعًا محببًا يتغنى به شعراء العرب، بل ليس في أشعار العالم ولا في نثرهم شعرًا ونثرًا فيه هذا القدر من التغزل بريح من الرياح. [1] يروي المسعودي أن الرياح أربعة، إحداها تهب من جهة المشرق وهي القبول "الصبا" والثانية من المغرب وهي الدبور، والثالثة من التيمن وهي الجنوب، والرابعة من التيسر وهي الشمال "مروج الذهب 2/ 221".
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 105