نام کتاب : حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 432
هو النجم من أفق المعارف قد هوى ... فعاد دجى ضوء البدور الكوامل
هو الجبل الراسي تصدع ركنه ... فللأرض ميد بعده بالزلازل
فمن ذا تطيب النفس يومًا بقوله ... إذا هو أفتى في عويص المسائل
لئن مهد التمهيد مضجعه له ... فكوكبه من بعده غير آفل
فيا عالمًا قد أذكر الناس آخرًا ... مزايا أولي العلم الكرام الأوائل
كفيت الورى أمر المهمات ناهضًا ... بأعبائها، يا خير كاف وكافل
وأعلمت فيها الدهر حتى تنقحت ... ولم تشتغل عن أمرها بالشواغل
وأبرزت مكنون الجواهر للورى ... لأنك بحر ماله من مساحل
وأوضحت في الإيضاح للخلق مشكلا ... فليس يرى في حسنه من مشاكل
وإن جمعت أهل العلوم محافل ... فألغازك العليا طراز المحافل
فروقك يا من كان للعم جامعًا ... تحير أذهان الرجال الأماثل
تصانيف لا تخفي محاسنها التي ... هدايتها تهدي الورى بالدلائل
وتبدو فتغني عن رياض أنيقة ... وتتلى فتغني عن سماع البلابل
تمحض منها القصد فيها فأرشدت ... حيارى ثووا من جهلهم في مجاهل
توفرت سهمًا في الأصول لأجله ... غدا السيف نائى الحد واهي الحمائل
لعمرك إن النحو يا زيد قد بدا ... لموتك في حال من الحزن حائل
فلو فارسي الفن غامرك اغتدي ... لنحوك يسعى وهو في زي راجل
عدمناك شيخًا كم جلا من علومه ... عقائل صينت بعده في معاقل
وكم جاء في فن الخليل بن أحمد ... بأحمد أقوال أتت بالفواصل
لئن نال أسباب السماء بعلمه ... فأوتاده في المجد غير مزايل
وأدمعنا بحر مديد وحزننا ... طويل لبحر وافر الجود كامل
نام کتاب : حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 432