responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 3  صفحه : 347
وكان فى ثمانية آلاف، ففرّقهم بالرّى، وقدم بالأموال والخزائن، فتركها بالرىّ، وجمع أموال الجبل، وشخص منها فى ألف. فلمّا قرب تلقّاه القوّاد والناس حتّى دخل على أبى العبّاس، فأعظمه وأكرمه ثمّ استأذن فى الحجّ، فقال:
- «لولا أنّ أبا جعفر يحجّ لاستعملناك على الموسم.» وكان ما بين أبى جعفر وأبى مسلم متباعدا، لإنّ أبا العبّاس لمّا صفت له الأمور، بعث أبا جعفر إلى خراسان بعهد أبى مسلم على خراسان وبالبيعة لأبى العبّاس ولأبى جعفر من بعده. فبايع له أبو مسلم وأهل خراسان، فأقام أبو جعفر إلى أن أحكم أمره، فجرى عليه من أبى مسلم استخفاف، فلمّا عاد شكاه إلى أخيه، فلمّا قدم أبو مسلم هذه القدمة للحجّ قال أبو جعفر لأبى العبّاس:
- «يا أمير المؤمنين، أطعنى واقتل أبا مسلم، فو الله إنّ [359] فى [1] رأسه لغدرة.» قال: «يا أخى [2] ، قد عرفت بلاءه وما كان منه.» فقال أبو جعفر: «يا أمير المؤمنين، إنّما كان بدولتنا، والله لو بعثت سنّورا لقام مقامه وبلغ ما بلغ.» فقال أبو العبّاس: «كيف نقتله؟» قال: «إذا دخل عليك وحادثته وأقبل عليك، دخلت فتغفّلته فضربته من خلفه ضربة أتيت بها على نفسه.» فقال أبو العبّاس: «فكيف بأصحابه الذين يؤثرونه على دينهم ودنياهم؟» قال: «يؤول ذلك كلّه إلى ما تريد وعلىّ إصلاحه.»

[1] فى الأصل: لفى. (بلام التأكيد) .
[2] ما فى الأصل: يا خى.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 3  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست