نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 3 صفحه : 230
يقال: إنّ سبب خروج الضحّاك أنّه كان خرج بالجزيرة حرورىّ يقال له:
سعيد بن بهدل الشيبانى، فى مائتين من أهل الجزيرة فيهم الضحّاك، وقتل الوليد فى تلك الأيّام فاغتنم ذلك واشتغال مروان بالشام، فخرج فى أرض بكفرتوثا وخرج بسطام البيهسى وهو مفارق لرأيه فى مثل عدّتهم من ربيعة، فسار كلّ واحد منهما إلى صاحبه. فلمّا تقارب العسكران وجّه سعيد بن بهدل الخيبري وهو أحد قوّاده وهو الذي هزم مروان فى نحو من مائة وخمسين فارسا ليبّيته، فانتهى إلى عسكره وهم غارّون وقد أمر كلّ رجل منهم أن يكون معه ثوب أبيض يجلّل به دابّته [2] ليعرف بعضهم بعضا فكبّروا فى عسكره وقتلوا بسطاما وجميع من معه إلّا أربعة عشر رجلا ثمّ مضى فلحقوا بمروان فكانوا معه وأثبتهم وولّى [229] عليهم رجلا منهم يكنّى أبا النعثل.
ثمّ مضى سعيد بن بهدل نحو العراق لما بلغه من تشتت الأمر بها واختلاف أهل الشام وقتال بعضهم بعضا مع عبد الله بن عمر والنضر [3] بن سعيد الحرشي.
وكانت اليمانية من أهل الشام مع عبد الله بن عمر بالحيرة، والمضريّة مع ابن الحرشي بالكوفة، فهم يقتتلون فيما بينهم غدوة وعشية. فمات سعيد بن بهدل فى وجهه ذلك من طاعون أصابه.
واستخلف الضحّاك بن قيس من بعده، فاجتمع مع الضحّاك نحو من ألف. ثمّ توجّه إلى الكوفة ومرّ بأرض الموصل فاتّبعه منها ومن السواد نحو من ثلاثة آلاف وبالكوفة يومئذ النضر بن سعيد الحرشي ومعه المضريّة وبالحيرة
[1] . فى آ، ومط: قومه. [2] دابّته. ما فى الطبري (9: 1898) : رأسه. [3] سقطت من آ: «النضر» إلى «بن عمر» .
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 3 صفحه : 230