نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 517
فقال عمرو: «خلّ بينهم وبين الماء، فإنّ القوم لن يعطشوا [وأنت ريّان] [1] ولكن بغير الماء، فانظر في ما بينك وبينهم.» فارتفع الصياح من كل جانب:
- «امنعوهم الماء، منعهم الله يوم القيامة.» وكان الرسول صعصعة بن صوحان، فقال صعصعة:
- «إنما يمنعه الله يوم القيامة الكفرة، والفسقة شربة الخمر: ضربكم من الناس.» فتوثبوا إليه يشتمونه ويتهدّدونه.
فقال معاوية: «كفّوا عن الرجل فإنه رسول.» قال صعصعة: «فخرجت من عنده ومن رأيه منع الماء. فما انتهيت إلى علىّ حتى رأيت الخيل تسرّب إلى أبى الأعور ليكفّنا عن الماء. فأبرز [نا] [2] علىّ إليهم وقال:
- «قاتلوهم على الماء.» فارتمينا، ثم اطّعنّا، ثم تجالدنا بالسيوف، إلى أن انهزموا، وصار الماء في أيدينا.
قال: فقلنا: «لا والله، لا نسقيهموه بعد أن غلبنا عليه بالسيف.» فأرسل إلينا علىّ أن: «خذوا من الماء حاجتكم، وارجعوا إلى عسكركم، وخلّوا عنهم، فإنّ الله قد نصركم عليهم ببغيهم وظلمهم.» ثم أقبل علىّ يأمر [577] ذا الشرف من الناس، فيخرج ومعه جماعة، ويخرج معاوية إليه مثله، فيقتتلان في خيلهما، ثم ينصرفان، وأخذوا يكرهون أن يلقوا بجميع [أهل] [3] العراق أهل الشام لما يتخوّفون أن يكون في ذلك من [1] تكملة من الطبري. [2] تكملة من الطبري (6: 3264) . [3] تكملة عن مط.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 517