نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 257
ممّا جرى في غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تدابيره البشرية في غزوة الخندق
فممّا جرى في غزوات رسول الله- صلّى الله عليه- من التدابير البشرية والحيل الإنسانية [1] ما كان منه- عليه السلام- في غزوة الخندق. وذلك أنّ النبي- صلى الله عليه- لمّا أجلى اليهود من بنى النضير عن ديارهم، اجتمع رؤساؤهم، وفيهم سلام بن أبى الحقيق وحيىّ بن أخطب وغيرهما، فقدموا مكّة، ودعوهم إلى حرب رسول الله- صلّى الله عليه- وحزّبوا الأحزاب التي ذكرها الله تعالى وطمعوا في استيصال النبىّ- صلّى الله عليه- فنشطت قريش لذلك، وتذكّروا أحقادهم ببدر، فخرجوا وقائدهم أبو سفيان بن حرب. وخرجت غطفان وقائدهم عيينة بن حصن [273] بن حذيفة بن بدر، وبنو فزارة [2] وغيرهم من الأحزاب.
فأشار سلمان على رسول الله- صلّى الله عليه- لمّا رآه يهمّ بالمقام بالمدينة، ويدبّر [3] أن يتركهم [4] حتّى يردوا، ثمّ يحاربهم على المدينة وفي طرقها، أن [1] فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقالا: «شيء تحبّ أن نصنعه، أم شيء أمرك الله به، أم شيء تصنعه لنا؟» قال: «بل [أصنعه] لكم، والله ما أصنع ذلك إلّا أنّى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كلّ جانب، فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم ... » (الطبري 3: 1474، ابن الأثير 2: 181) . [2] مط: بنو قراوة. [3] مط: بدو! [4] مط: بتركهم!
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 257