نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 187
فقوى الناس في معايشهم، وألزموا الناس الجزية ما خلا أهل البيوتات، والعظماء، والمقاتلة، والهرابذة، والكتّاب، ومن كان في خدمة الملك. وصيّروها على طبقات:
اثنى عشر درهما، وثمانية، وستّة، وأربعة، على قدر إكثار الرجل وإقلاله. ولم يلزموا الجزية من كان أتى له من السنين دون العشرين، أو فوق الخمسين.
عمر يقتدى بوضائع كسرى
ورفعوا هذه الوضائع إلى كسرى. فرضيها، وأمر بإمضائها، والاجتباء عليها في ثلاثة أنجم كلّ سنة، وسمّاها «أبراسيار» [1]- وتأويله: الأمر المتراضى به- وهي الوضائع التي اقتدى عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- بها حين افتتح بلاد الفرس، وأمر باجتباء الناس من أهل الذمّة عليها. إلّا أنّه وضع على كلّ جريب [2] غامر [3] على قدر احتماله مثل الذي وضع على الأرض المزروعة، [187] وزاد على كلّ جريب أرض- مزارع حنطة أو شعير- قفيزا من حنطة إلى القفيزين، ورزق منه الجند. ولم يخالف بالعراق خاصّة وضائع كسرى على جربان الأرض وعلى النخل والزيتون والجماجم، وألغى ما كان كسرى ألغاه في معايش الناس. [1] أبراسيار: مهملة في الأصل ومط، والإعجام من الطبري. في هامش الطبري: ابن ابسار، ابرسيار (2:
962) . أبراسيار تحريف للكلمة الفارسية «همداستانى» [أى: اتفاق النظر والتصميم] ، ويؤيّد ذلك أن الكلمة وردت في ترجمة البلعمي (ص 250) بمعنى التراضي والإصلاح الضرائبى من قبل أنوشروان.
أنظر الدكتور محمدي: «نظرة في المرجع» ، الدراسات الأدبية، السنة الخامسة، العدد الثاني، ص 112، الحاشية 2. [2] الجريب: معرب «گرى» عشرة آلاف ذراع (حب) . [3] أعجمنا العين كما في الطبري: غامر. والغامر خلاف العامر. الأرض الخراب.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 187