نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 175
وخرجت في أثره، وهرب قباذ، فلحق بأرض [170] الهياطلة، ليستمدّ ملكها فيحارب من يخالفه.
فيقال: إنّه نزل في مسيره ب «أبرشهر [1] » على رجل من عظمائها. فتزوّج ابنة له معصرا [2] ، وإنّها أمّ كسرى أنوشروان وإنّ نكاحه لأم أنوشروان في سفره هذا. ثمّ إنّ قباذ رجع من سفره هذا بابنه أنوشروان. وغلب أخاه جاماسف بعد أن ملك اخوه ستّ سنين. ثم غزا الروم وافتتح آمد [3] وبنى مدنا منها: أرجان وغيرها، وملّك ابنه كسرى أنوشروان وأعطاه خاتمه.
وهلك قباذ وكان ملكه بسنى ملك [4] أخيه ثلاثا وأربعين سنة.
سبب هلاك قباذ
وكان سبب هلاكه سوء رأيه، وفساد عقيدته، وضعف ملكه. وذلك أنّه لمّا التقى الحارث بن عمرو بن حجر الكندي والنعمان بن المنذر بن إمرئ القيس، قتله، وأفلت المنذر بن النعمان الأكبر، وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كان يملك النعمان. فبعث قباذ بن فيروز ملك فارس إلى الحارث بن عمرو الكندي أنّه:
- «قد كان بيننا وبين الملك الذي كان قبلك عهد وإنّى أحبّ لقاءك» . [171] وكان قباذ زنديقا يظهر الخير، ويكره سفك الدماء، ويدارى أعداءه في ما يكره من سفك الدماء، وكثرت الأهواء في زمانه واستضعفه الناس.
فخرج إليه الحارث بن عمرو في عدد وعدّة، حتى التقيا بقنطرة الفيّوم. فأمر [1] مط: ايرانشهر. وأبرشهر اسم لنيسابور في أوائل الحكم الإسلامي، وكان يقال لها ايرانشهر أيضا (لج:
409) . [2] أعصرت المرأة: أدركت وكأنّها دخلت شبابها فهي معصر. [3] آمد: أكبر مدن ديار بكر على الدجلة العليا (لج: 93) . [4] الأصل ومط: بملك سنى أخيه. والباء بمعنى مع. أنظر الطبري 2: 888. وابن الأثير 1: 414.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 175