نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 155
[من] [1] ذوى الرئاسة والعظماء خلقا كثيرا، فخلعه الناس بعد أربع سنين من ملكه، وملّكوا:
سابور بن سابور ذى الأكتاف
فاستبشرت الرعية به وبرجوع ملك أبيه إليه. فأحسن السيرة ورفق بالرعية، إلى أن سقط عليه فسطاط كان ضرب عليه، فمات وملّك بعده [142] أخوه:
بهرام بن سابور ذى الأكتاف
وكان يلقّب بكرمان شاه، لأن سابور ولّاه «كرمان» ، فمضت أيّامه محمودة، وكان جميل السياسة محبّبا [2] . ثم قام بالملك:
يزدجرد المعروف بالأثيم ابن بهرام بن سابور ذى الأكتاف [3]
ومن الفرس من يقول: هو أخو بهرام وهو يزدجرد بن سابور ذى الأكتاف.
وكان فظّا غليظا ذا عيوب كثيرة، وكان من أشدّ عيوبه وضعه ذكاء ذهن وحسن أدب كانا فيه، غير موضعهما. وذلك أنّه كان كثير الرؤية في الضارّ [4] من الأمور، واستعمل علمه الذي أوتيه، في الدهاء والختل، واستخفّ بكلّ علم كان عند الناس، واحتقر آدابهم واستطال بما عنده، وكان من ذلك معجبا، غلقا، سيئ الخلق، ردىء الطعمة [5] ، حتى بلغ من شدة غلقه وحدّته أن يستعظم صغير الزلّات ولا يرضى في عقوبتها إلّا بما لا يستطاع أن يبلغ مثلها. ثم لم يقدر أحد من بطانته- وإن كان لطيف المنزلة منه- أن يشفع لمن ابتلى به، وإن كان ذنب [1] ما في [] تكملة من مط. [2] مط: مجيبا.
[3] . أنظر الطبري 2: 847. [4] مط: الصغار من الأمور. [5] ردىء الطعمة: ردىء السيرة في الأكل.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 155