نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري جلد : 1 صفحه : 95
ونصروه على المكيين أعداؤه. وفي السنة الثانية من هجرته الى المدينة خرج بنفسه الى غزاة بدر وهي البطشة الكبرى وهزم بثلاثمائة وثلثة عشر رجلا من المسلمين ألفا من اهل مكة المشركين. وفي هذه السنة صرفت القبلة عن [1] جهة البيت المقدس الى جهة الكعبة.
وفيها فرض صيام شهر رمضان. وفي السنة الثالثة خرج الى غزاة أحد. وفيها هزم المشركون المسلمين وشجّ في وجهه وكسرت رباعيته. وفي السنة الرابعة غزا بني النّضير اليهود وأجلاهم الى الشام. وفيها اجتمع احزاب شتى من قبائل العرب مع اهل مكة وساروا جميعا الى المدينة فخرج إليهم. ولأنه هال المسلمين أمرهم أمر بحفر خندق وبقوا بضعة وعشرين يوما لم يكن بينهم حرب. ثم جعل واحد من المشركين يدعو الى البراز.
فسعى نحوه عليّ بن ابي طالب وقتله وقتل بعده صاحبا له. وكان قتلهما سبب هزيمة الأحزاب على كثرة عددهم ووفرة عددهم. وفي السنة الخامسة كانت غزاة دومة الجندل وغزاة بني لحيان. وفي السنة السادسة خرج بنفسه الى غزاة بني المصطلق وأصاب منهم سبيا كثيرا. وفي السنة السابعة خرج الى غزاة خيبر مدينة اليهود. وينقل عن عليّ بن ابي طالب انه عالج باب خيبر واقتلعه وجعله مجنا وقاتلهم. وفي الثامنة كانت غزاة الفتح فتح مكة وعهد الى المسلمين ان لا يقتلوا فيها الا من قاتلهم وأمّن من دخل المسجد ومن أغلق على نفسه بابه وكفّ يده ومن تعلّق بأستار الكعبة سوى قوم كانوا يؤذونه.
ولما أسلم ابو سفيان وهو عظيم مكة من تحت السيف ورأى جيوش المسلمين قال للعبّاس يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما. فقال له: ويحك انها النبوّة. قال نعم اذن. وفي السنة التاسعة خرج الى غزاة تبوك من بلاد الروم ولم يحتج فيها الى حرب وفي السنة العاشرة حجّ حجّة الوداع. وفيها تنبأ باليمامة مسيلمة الكذّاب وجعل يسجع مضاهيا للقرآن فيقول: لقد أنعم الله على الحبلى اخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشا. وفي هذه السنة وعك عليه السلام ومرض وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر. وكان عمره بجملته ثلاثا وستين سنة منها أربعون سنة قبل دعوة النبوّة ومنها بعدها ثلث عشرة سنة مقيما بمكة ومنها بعد الهجرة عشر سنين مقيما بالمدينة. ولما توفي أراد اهل مكة من المهاجرين ردّه إليها لأنها مسقط رأسه. وأراد أهل المدينة من الأنصار دفنه بالمدينة لأنها دار هجرته ومدار نصرته. وأرادت جماعة نقله الى بيت المقدس لأنه موضع دفن الأنبياء. ثم اتفقوا على دفنه بالمدينة فدفنوه بحجرته حيث قبض. واختلفوا في عدد از واجه. واكثر ما قالوا سبع عشرة امرأة سوى السراري. وولد له سبعة أولاد
[1-) ] عن ر من.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري جلد : 1 صفحه : 95