responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 247
الى نواحي ديار بكر وصار يزجي أوقاته بالتمتّع واللهو والشراب والطرب كأنه يودّع الدنيا وملكها الفاني. وبينما هو في ذلك يسرّ لا بل يغرّ فجئه هجوم بايماس نوين في عسكره ليلا فتكلّف للانتباه وعاين نيران المغول بالقرب من مكانه فتقدّم الى الأمير اورخان ان يلمّ به الجماعة ويشغل المغول عند الصبح بالاقدام تارة والاحجام أخرى وفرّ هو مع ثلاثة نفر من مماليكه تائها في جبال ديار بكر. فلما أصبحوا ظنّ المغول ان جلال الدين خوارزمشاه فيهم فجدّوا في طلبهم طاردين في أعقابهم وهم منهزمون بين أيديهم ولما تحققوا انه ليس معهم رجعوا عنهم. فاما جلال الدين خوارزمشاه فأوقع به قوم من الأكراد ببعض جبال آمد ولم يعرفوه وقدّروه من بعض جند الخوارزميّة فقتلوه والمملوكين طمعا في ثيابهم وخيلهم وسلاحهم. استنبط ذلك من جهة ان بعد مديدة يسيرة دخل بعض أولئك الأكراد الى آمد وعليه من سلاح جلال الدين. فعرفه مملوك له كان قد لجأ الى صاحب آمد فقبض الكرديّ وقرّر فأقرّ بما افتعله هو وأصحابه فأحضرهم وقتلهم حنقا عليهم. وقال قوم ان المقتول لم يكن جلال الدين وانما كان سلاحداره لأنه يومئذ لم يحمل سلاحا ولا كان يلبس ثياب العادة وانما كان بزيّ الصوفيّة مع أصحابه ولذلك دائما كان يرجف الناس ان جلال الدين خوارزمشاه قد رأوه بالبلد الفلاني وبالمدينة الفلانية حتى انه في سنة اثنتين وخمسين وستمائة اتفق جماعة من التجار عابرين على نهر جيحون وهناك القراغول وهم مستحفظو الطرق فأنكروا على فقير كان صحبة التجار مجهول فلما قرّروه أقرّ انه جلال الدين خوارزمشاه فقبضوه وكرّروا عليه العذاب والسؤال فلم يغيّر كلامه الى ان مات تحت العقوبة. فان لم يكن هو واعتمد ذلك الى هذه الغاية فلا شكّ ان الجنون فنون.
ولما استقرّ قاان في الملك وانقاد له القاصي والداني من جيوش المغول عزم على فتح بلاد الخطا وسيّر في مقدمته أخويه جغاتاي والغ نوين وباقي الأولاد في عساكر عظيمة.
فساروا ونازلوا أولا مدينة يقال لها حرجا [1] بنو يقسين وهي على شط قراموران [2] فأحاطوا بها وحصروها مدّة أربعين يوما وكان فيها عشرة آلاف من فرسان الخطا فلما عاينوا العجز عن مقاومة المغول ركبوا السفن التي كانوا اعدّوها هاربين. وطلب اهل البلد الامان فأومنوا ورتّب المغول عندهم الشحاني وقصدوا باقي المواضع. وجهز قاان أخاه الغ نوين وولده كيوك وسيّرهم في عشرة آلاف فارس في المقدّمة وسار هو بعقبهم

[1-) ] ويروى: خواجا.
[2-) ] معنى قراموران بلغة التتر النهر الأسود.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست