responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 241
الناس عليه. وفارق تلك الديار لسبب وهو ان بعض الطشتدراية قال له يوما وقد نظر قارورة الملك في بعض امراضه: يا حكيم لم لا تذوقها. فسكت عنه. فلما انفصل المجلس قال له في خلوة: قولك هذا اليوم عن اصل أم من قول غيرك او هو شيء خطر لك. فقال: انما خطر لي لأني سمعت ان شرط اختبار القارورة ذوقها. فقال:
الأمر كذلك ولكن لا في كل الأمراض وقد اسأت اليّ بهذا القول لان الملك إذا سمع هذا ظنّ اني قد أخللت بشرط واجب من شروط خدمته. ثم انه عمل على الخروج لأجل هذه الحركة والخوف من عاقبتها بعد ان رشا الطشت دار حتى لا يعود الى مثلها.
وخرج وعاد الى الموصل وقد تموّل فأقام بها الى حين وفاته. وعمّر حتى عجز عن الحركة وعدم بصره فلزم منزله قبل وفاته بسنتين ومات وعمره خمس وتسعون سنة. وكان الناس يترددون ويقرأون عليه. وصنّف كتابا حسنا في الطبّ سماه المختار يجيء في اربع مجلدات.
وفي سنة عشرين وستمائة ثامن وعشرين جمادى الاولى ليلة الخميس قتل ابو الكرم صاعد بن توما النصرانيّ الطبيب البغداديّ ويلقب بأمين الدولة. كان فاضلا حسن العلاج كثير الاصابة وكان من ذوي المروآت تقدّم في ايام الامام الناصر الى ان صار في منزلة الوزراء واستوثقه على حفظ أمواله وخواصّه وكان يودعها عنده ويرسله في امور خفيّة الى الوزير ويظهر له كلّ وقت. وكان حسن الوساطة جميل المحضر تقضى على يده حاجات الناس. وكان الامام الناصر في آخر أيامه قد ضعف بصره وأدركه سهو في اكثر أوقاته. ولما عجز عن النظر في القصص استحضر امرأة من النساء البغداديات تعرف بستّ نسيم وقرّبها وكانت تكتب خطا قريبا من خطه وجعلها بين يديه تكتب الاجوبة [1] وشاركها في ذلك خادم اسمه تاج الدين رشيق فصارت المرأة تكتب في الاجوبة ما تريد فمرّة تصيب ومرارا تخطئ. واتفق ان كتب الوزير القمّيّ المدعو بالمؤيّد مطالعة وعاد جوابها وفيه إخلال بيّن فتوقف الوزير وأنكر ثم استدعى الحكيم صاعد بن توما وسأله عن ذلك سرا. فعرّفه ما الخليفة عليه من عدم البصر والسهو الطارئ في اكثر الأوقات وما يعتمده المرأة والخادم من الاجوبة. فتوقّف الوزير عن العمل بأكثر الأمور الواردة عليه. وتحقّق الخادم والمرأة ذلك وحدسا ان الحكيم هو الذي دلّه على ذلك. فقرّر رشيق مع رجلين من الجند ان يغتالا الحكيم ويقتلاه وهما رجلان يعرفان بولدي قمر الدين من الأجناد الواسطية. فرصدا الحكيم في بعض الليالي الى ان خرج

[1-) ] الاجوبة. يروى بعدها «ما تريد» .
ابن العربي- 16
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست