responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 239
مباحث كتاب الكليات من القانون سمّاه الاقتضاب ثم اختصره وسمّى المختصر انتخاب [1] الاقتضاب. وحكى لي بعض الاطبّاء ببغداد ان أباه حمله وهو مترعرع الى ابن التلميذ ليشغله فقال: هذا ابنك صغير جدا. فقال: غرضي التبرّك منك. فأقرأه المسئلة الاولى من مسائل حنين.
وفي سنة اربع وتسعين وخمسمائة توفي محمد بن عبد السلام المقدسيّ ثم الماردينيّ كان أبوه قاضي ماردين وجدّه قاضي دنيسر قرأ الطبّ على ابن التلميذ فبلغ منه الغاية حتى ان الملوك كانت تخطبه من النواحي والأقطار وكان على علوّ السنّ يكرّر على كتب كبار. وقرأ عليه الشهاب السهرورديّ شيئا من الحكمة. ولم يصنّف كتابا مع غزارة علمه وتمكنه وحسن تصرّفه فيه الّا انه شرح أبيات ابن سينا التي أولها:
هبطت إليك. وكان ابو الخير بن المسيحي يفخم امره ويعظم شأنه.
وفي سنة خمس وستمائة مات موسى بن ميمون اليهوديّ الاندلسيّ وكان قد قرأ علم الأوائل بالأندلس وأحكم الرياضيات وقرأ الطبّ هناك فاجاده علما ولم يكن له جسارة على العمل. وأكره على الإسلام فأظهره وأسرّ اليهودية. ولما التزم بجزيات الإسلام من القراءة والصلاة فعل ذلك الى ان أمكنته الفرصة في الرحلة بعد ضمّ أطرافه فخرج عن الأندلس الى مصر ومعه اهله ونزل مدينة الفسطاط بين يهودها فأظهر دينه وارتزق بالتجارة في الجوهر وما يجري مجراه. ولما ملك العزيز [2] مصر وانقضت الدولة العلوية اشتمل عليه القاضي الفاضل عبد الرحيم بن عليّ البيساني ونظر اليه وقرّر له رزقا وكان يشارك الأطباء ولا ينفرد برأيه لقلّة مشاركته ولم يكن وقفا في المعالجة والتدبير. وكان عالما بشريعة اليهود وصنّف كتابا في مذهب اليهود سمّاه بالدلالة وبعضهم يستجيده وبعضهم يذمّه ويسمّيه الضلالة. وغلب عليه النحلة الفلسفية وصنّف رسالة في المعاد الجسماني وأنكر عليه مقدمو اليهود فأخفاها الّا عمّن يرى رأيه. ورأيت جماعة من يهود بلاد الفرنج الغتم بأنطاكية وطرابلس يلعنونه ويسمّونه كافرا. وله تصنيفات حسنة في الرياضيات ومقاربة في الطبّ. وابتلي في آخر زمانه برجل من الأندلس فقيه يعرف بابي العرب وصل الى مصر وحاققه على إسلامه ورام أذاه فمنعه عنه القاضي الفاضل وقال له: رجل يكره لا يصحّ إسلامه شرعا. ولما قرب وفاته تقدّم الى مخلفيه ان يحملوه

[1-) ] انتخاب ر انتخاب.
[2-) ] العزيز ر الغز.- ويروى: الغز والمعز وكلاهما غلط. والملك العزيز هو عماد الدين عثمان ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست