responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 236
الحبالى ايضا ولم يأسروا منها أحدا قط وتركوها أرضا قفرا ولم يسكنها احد الى اليوم وسمّوها ما وباليغ اي قرية بؤس.
ولما فرغ جنكزخان من تخريب بلاد خراسان سمع ان السلطان جلال الدين قد استظهر بالعراق فسار نحوه ليلا ونهارا بحيث ان المغول لم يتمكنوا من طبخ لحم إذا نزلوا.
فحين وصلوا الى غزنة أخبروا بان جلال الدين من خمسة عشر يوما رحل عنها وهو عازم على ان يعبر نهر السند. فلم يستقرّ جنكزخان ورحل في الحال وحمل على نفسه بالسير حتى لحقه في أطراف السند فطاف به العسكر من قدامه ومن خلفه وداروا عليه دائرة وراء دائرة كالقوس الموتورة ونهر السند كالوتر وهو في وسط. وبالغ المغول في المكاوحة وتقدم جنكزخان ان يقبض حيا ووصل جغاتاي واوكتاي ايضا من جانب خوارزم.
فلما رأى جلال الدين انه يوم عمل شهم وضرغم إبطال المغول وتطلّب اطلابهم وحمل عليهم حملات وشقّ صفوفهم مرّة بعد مرّة وطال الأمر بمثل ذلك لامتناع المغول عن رميه بالنشّاب ليحضروه غير مؤوف بين يديّ جنكزخان امتثالا لمرسومه فكانوا يتقدمون اليه قليلا قليلا. فلما عاين تضييق الحلقة عليه نزل فودّع أولاده بل اكباده من نسائه وخواصّه باكيا كئيبا ثم رمى عنه الجوشن وركب جنيبه وهو كالأسد الغيور وهمّ بالعبور وافحم فرسه النهر فانقحم وعام وخلص الى الساحل وجنكزخان وأصحابه ينظرون اليه ويتأملونه حيارى. ولما شاهد ذلك جنكزخان وضع يده على فمه متعجبا والتفت الى ولديه وقال لهما: من اب [1] مثل هذا الابن ينبغي ان يولد. إذا نجا من هذه الوقعة فوقائع كثيرة تجري على يديه. ومن خطبه لا يغفل من يعقل. وأراد جماعة من البهادوريّة ان يتبعوه في الماء فمنعهم جنكزخان قائلا: انكم لستم من رجاله لأنه كان يرامي المغول بالسهام وهو في وسط الشط. فلما فاتهم أخذوا امر الخان بإحضار حرمه وأولاده وتقدم بقتل جميع الذكور حتى الرضّع. ولأن جلال الدين عند ما أراد الخوض في النهر القى جميع ما كان صحبته من آنية الذهب والفضة والنقرة فيه امر الغوّاصين فاخرجوا منها ما أمكن إخراجه. وكان هذا الأمر الذي هو من عجائب الأنام ودواهي الأيام في رجب فقيل في المثل: عش رجبا تر عجبا.
وفيها اعني سنة ثماني عشرة وستمائة كان اجتماع الملك المعظم والملك الأشرف مع نجدة صاحب ماردين وعسكر حلب والملك الناصر صاحب حماة والملك المجاهد صاحب حمص واتصال الجميع بالملك الكامل على عزم قصد الفرنج وردّ دمياط منهم. فأحاطوا

[1-) ] من اب ر من الأب.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست