responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 218
الحمّال وكشفوا سوءته وشدّوا في ذكره حبلا وسحبوه في البلد وكانوا يضعون بيده مغرفة ويقولون: وقّع لنا يا مولانا. الى غير ذلك من الأفعال الشنيعة. ثم خلّص من أيديهم ودفن. هذا فعلهم به مع حسن سيرته فيهم وكفّه عن أموالهم واعراضهم. وفي سنة ستّ وسبعين ثالث صفر توفّي سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي صاحب الموصل [1] وولي اخوه عزّ الدين الموصل واعطى جزيرة ابن عمر وقلاعها لولده معزّ الدين سنجر شاه [2] واعطى قلعة شوش [3] وبلد [؟] لابنه الصغير ناصر الدين كبك [4] وكان المدبّر لدولة عزّ الدين مجاهد الدين قيماز واستقرّت الأمور ولم يختلف اثنان.
وفيها توفيّ شمس الدولة تورانشاه بن أيوب أخو صلاح الدين الأكبر بالاسكندرية.
وفي سنة سبع وسبعين في رجب توفّي الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود صاحب حلب بها وعمره نحو تسع عشرة سنة. فلما ايس من نفسه احضر الأمراء ووصاهم بتسليم البلد الى ابن عمّه عزّ الدين مسعود بن مودود بن زنكي فتسلّم حلب ثم سلّمها لأخيه عماد الدين وأخذ عوضا عنها مدينة سنجار. وفي سنة ثماني وسبعين سيّر صلاح الدين أخاه سيف الإسلام طغتكين الى اليمن فتملكها وتغلّب عليها.
وفيها عبر صلاح الدين الفرات الى الديار الجزرية وملك الرها وحرّان والرقّة وقرقيسياء وماكسين [5] وعربان [6] ونصيبين وسار الى الموصل وبها عزّ الدين صاحبها ونائبه مجاهد الدين قد جمعا بها العساكر الكثيرة من فارس وراجل واظهرا من السلاح وآلات الحصار ما حارت له الأبصار. فلما قرب صلاح الدين من البلد رأى ما هاله وملأ صدره وصدور أصحابه ومع هذا نزل عليها وانشب القتال. وخرج اليه يوما بعض العامّة فنال منه وأخذ لالكة من رجله فيها المسامير الكثيرة ورمى بها أميرا يقال له جاولي الاسديّ وهو مقدّم الاسديّة وكبيرهم فأصاب صدره فوجد لذلك ألما شديدا وأخذ اللالكة وعاد عن القتال الى صلاح الدين وقال: قد قابلنا اهل الموصل بحماقات ما رأينا مثلها بعد.

[1-) ] وكان عمره حينئذ نحو ثلاثين سنة وكانت ولايته عشر سنين وثلاثة أشهر.
[2-) ] كان أراد سيف الدين ان يعهد بالملك لابنه معز الدين سنجر شاه وكان عمره حينئذ اثنتي عشرة سنة فخاف على الدولة من ذلك لان صلاح الدين يوسف بن أيوب كان قد تمكن بالشام وقوي امره.
[3-) ] هي قلعة عظيمة عالية جدا قرب عقر الحميدية من اعمال الموصل. قيل هي أعلى من العقر واكبر ولكنها في القدر دونها.
[4-) ] يروى في الكامل كسك بدل كبك.
[5-) ] مدينة بالجزيرة.
[6-) ] عربان بليدة بالخابور من ارض الجزيرة.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست