responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 207
الموصل من اقلّ بلاد الله فاكهة فصارت في أيامه وما بعدها من اكثر البلاد فواكه ورياحين. ولما قتل أتابك زنكي أخذ نور الدين محمود ولده خاتمه من يده وكان حاضرا معه وسار الى حلب وملكها. وكان سيف الدين غازي اخوه بمدينة شهر زور وهي اقطاعه فأرسل اليه زين الدين عليّ كوجك نائب أبيه عماد الدين زنكي بالموصل يستدعيه الى الموصل فحضر واستقرّ ملك سيف الدين على البلاد وبقي اخوه نور الدين بحلب وهي له.
وفي سنة اربع وأربعين وخمسمائة توفّي سيف الدين غازي بن أتابك زنكي صاحب الموصل بها من مرض حادّ. فلما اشتدّ مرضه أرسل الى بغداد واستدعى أوحد الزمان أبا البركات فحضر عنده ورأى شدّة مرضه فعالجه فلم ينجع الدواء وتوفّي آخر جمادى الآخرة وكانت ولايته ثلث سنين. وولي امر الموصل والجزيرة بعده اخوه قطب الدين مودود. وكان اخوه الأكبر نور الدين محمود بالشام وله حلب وحماة فسار الى سنجار وملكها ولم يحاققه اخوه قطب الدين ثم اصطلحا وأعاد نور الدين سنجار الى قطب الدين وتسلّم هو مدينة حمص والرحبة فبقي الشام له وديار الجزيرة لأخيه.
وفيها غزا نور الدين محمود بن زنكي بلد الافرنج من ناحية انطاكية فاجتمعت الفرنج مع البرنس فلقيهم نور الدين واقتتلوا قتالا عظيما فانهزم الفرنج وقتل البرنس [1] .
وملك بعده ابنه بيمند وهو طفل فتزوّجت امّه ببرنس [2] آخر ليدبّر البلد الى ان يكبر ابنها. وفيها توفّي الحافظ لدين الله عبد المجيد [3] وولي الخلافة بمصر ابنه الظافر بأمر الله ابو المنصور اسماعيل. وفي سنة ستّ وأربعين جمع نور الدين محمود عسكره وسار الى بلاد جوسلين الفرنجي وهي شمالي حلب. وكان جوسلين فارس الفرنج غير مدافع قد جمع الشجاعة والرأي فسار في عسكره نحو نور الدين فالتقوا واقتتلوا وانهزم المسلمون وقتل منهم وأسر جمع كثير وكان في جملتهم سلاح دار نور الدين فأخذه جوسلين ومعه سلاح نور الدين فسيّره الى الملك مسعود بن قلج ارسلان صاحب قونية واقصرا [4] وقال له: هذا سلاح دار زوج ابنتك وسيأتيك بعده ما هو أعظم منه.

[1-) ] هو ريموند الاول.
[2-) ] ببرنس ر بابرنس.
[3-) ] كانت خلافته عشرين سنة الّا خمسة أشهر وعمره نحوا من سبع وسبعين سنة ولم يزل في جميعها محكوما عليه يحكم عليه وزراؤه.
[4-) ] اقصرا ويقال اقسرا واكسرا مدينة بالروم ذات قلعة كبيرة حصينة وهي على ثلاث مراحل من قونية قيل ان أصلها اق سراي ومعنى اق ابيض وسراي بمعناه المعروف.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست