responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 78
على أساس ثيوقراطي "ديني" صارت تضم -نتيجة للتوسع والفتح- عناصر غير سبئية وأراضي جديدة لم تكن من صميم الأراضي السبئية. كما ضمت إمارات كانت -بطبيعة كيفية الضم- معادية لها، إذ اندمجت معها إثر حركة الفتح، فبزغت مفاهيم سياسية جديدة حطمت ما قبلها من مفاهيم قبلية ضيقة مستندة إلى أساس التعصب الشديد لمدينة أو قبيلة بعينها، وأحلت محلها مفاهيم جديدة بنيت على تفكير أوسع ونظرة أعمق وأشمل للواقع[1]. لكن هذه المفاهيم سرعان ما ترجمت إلى أعمال عنف تركت أثرها السيئ على المملكة.
فمن النصوص المكتشفة نستنتج أن مملكة سبأ قد وقعت في أواخر أيامها فريسة للفوضى وهدفًا للأطماع الخارجية، وأقضت مضجعها المنازعات التي وقعت بينها وبين جيرانها الريدانيين والحضارمة والقتبانيين والحميريين الذين شعروا بكياناتهم السياسية المتميزة -بعد أن أفاقوا من صدمة قضاء السبئيين على استقلالهم- فنتج عنها حروب طويلة تفاقم أمرها؛ كان منها ما وقع بين سبأ و"ذو ريدان" وانتصرت فيها سبأ فضمت إمارة "ذو ريدان" فأصبح ملكها "ملك سبأ وذو ريدان". لكن الأحوال لم تهدأ، بل أعقبها حروب أخرى أشمل وقعت بين ملوك سبأ و"ذو ريدان" من جهة وحضرموت وقتبان من جهة ثانية، وقد اشترك فيها هؤلاء الملوك وشعوبهم وقبائلهم وانتشرت في جميع أنحاء البلاد. عندئذٍ أصبح الملك السبئي مضطرًّا إلى الاستعانة بأمير قبيلة همدان "يرم أيمن" -وكانت مكانته قد ارتفعت في نظر الملك- لفض النزاع بينه وبين أعدائه، فأدى هذا الأمير دوره بنجاح وانعقد بين الطرفين صلح لم يعرف أكانت شروطه في جانب سبأ أم في جانب خصومها.
لكن "يرم أيمن" لم يدع الفرصة تفوته، بل اهتبلها، مستغلًّا نفوذه الذي بلغ الأوج في البلاط الملكي، ونفوذ قبيلته الذي توسع بين القبائل؛ لينافس الملك السبئي على؟؟؟.
ولم يلبث الريدانيون والحميريون أن استغلوا، بدورهم، هذا النزاع الهمداني -السبئي، فأخذوا يعملون للاستفادة منه. أما قتبان فبعد أن اشتركت في الحروب السابقة

[1] د. جواد علي: 2/ 168-169.
2 د. جواد علي: 2/ 230-231.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست